منتدى همسات الحموات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو

    avatar
    همسات
    Admin


    المساهمات : 1997
    تاريخ التسجيل : 18/02/2015

    صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو Empty صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو

    مُساهمة من طرف همسات الأربعاء أكتوبر 06, 2021 10:31 am

    صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو Nahw10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الأدبية
    الأصول في النحو
    صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو 1410
    ● [ بَابُ ما غُيرَ في النَّسَبِ وجاءَ على غيرِ القياسِ الذي تقدمَ ] ●

    وهو ينقسمُ أَربعةَ أَقسامٍ :
    الأول : ما جاءَ على غيرِ قياسٍ
    الثاني : ما يكونُ علماً خلافهُ إذَا لم يردَّ بهِ ذلكَ
    الثالث : ما يحذفُ فيهِ ياءُ الإِضافةِ إذا جعلتَهُ صاحبَ معالجةٍ
    الرابع : ما يكونُ مذكراً يوصفُ بهِ مؤنُّثٌ علَى تأولِ النَّسَبِ
    الأولُ : ما جاءَ معدولاً على غيرِ قياسٍ وهو يجيءُ علَى ضربينِ :
    أَحدهما : أَن تبدلَ الإسمَ عن لفظٍ إلى لفظٍ آخرَ والضربُ الثاني : تغيرُ ياءي النَّسبْ مِنْ ذلكَ قولُهُم : هُذيلٌ هُذَلِيٌّ وفَقَيمٌ كِنَانةَ : فُقَمِيٌّ ومُلَيحُ خُزَاعةَ مُلَحِيٌّ وثُقيفٌ ثقَفيٌّ وكان القياسُ في جميعِ هذهِ أَنْ تثبتَ وقالوا في زبينةٍ : زَبانِيٌّ وفي طيءٍ : طَائِيٌّ والعَالية : عُلْويٌّ وبَاديةٍ : بَدَوِيٌّ والبصرة : بِصْرِيٌّ والسَّهلُ : سُهْليٌّ والدهر : دُهْرِيٌّ وفي حَيّ من بني عَدِيٍّ يقالُ لَهم : بنو عَبيدة : عُبَديٌّ
    قالَ سيبويه حدثني مَنْ أَثقُ بهِ أَنَّ بعضَهم يقولُ : في بني جَذِيمةَ : جُذَمِيٌّ وقالوا في بني الحُبْلَى من الأنصارِ : حُبْلِيٌّ وفي صَنْعاءَ : صَنْعَانِيٌّ وفي شتاءٍ : شَتَويٌّ وقالَ أبو العباس : هُوَ جمعُ شِتْوَةٍ
    وفي بَهراءَ قَبيلة مِنْ قُضاعةٍ : بَهْرانيٌّ وفي دَسْتِواءَ : دَسْتوانيٌّ مثلُ بَحرانيٍّ وزَعمَ الخليلُ : أَنهَّم بنوا البحرَ على بناءِ فَعْلانَ وفي الأُفُقِ : أَفَقيٌّ ومن العرب مَنْ يقولُ : أُفُقيٌّ علَى القياسِ
    وفي حروراءَ وهوَ اسمُ موضع : حَرُورِيٌّ وكانَ القياسُ : حَرَواويٌّ وجَلُولاء : جَلُوليٌّ وخُرَاسان : خُرْسيٌّ وخُراسانيٌّ أَكثر وخُراسيٌّ وقالَ بعضُهم : إبلٌ حَمَضِّيةٌ إذا أَكلتِ الحَمْضَ وَحَمْضيِّةٌ أَجودَ وإبلُ طُلاحِيّةٌ إذا أكلتِ الطَّلْحَ
    قالَ سيبويه : وسمعنا مَنْ يقولُ : أَمَوِيٌّ وقالَ في : الرَّوْحَاءِ : رَوحانيٌّ ورَوحاويٌّ أَكثرُ
    وقالوا في : طُهَيَّةَ : طُهْويٌّ وقالَ بعضُهم : طُهَوِيٌّ علَى القياسِ
    الضربُ الثاني : ما جاءَ معدولاً محذوفاً منهُ إحدى الياءين :
    وذلكَ قولُهم في شَأْم : شَآمٌ وفي تِهامةَ : تَهامٌ يفتحونَ التاءَ ومَنْ كسرَها شدَّدَ
    فقالَ : تِهاميٌُّ ويمانٌ في اليمنِ وزعمَ الخَليلُ : أَنَّهم أَلحقوا هذهِ الألفاتِ عوضاً مِنْ ذَهابِ إحدى الياءين
    وقالَ سيبويه : منهم مَنْ يقولُ : تَهامِيٌّ ويَمانيٌّ وشَآمِيٌّ وإنْ شئتَ قلتَ : يَمَنِيٌّ علَى القياسِ قال : وزَعم أبو الخطابِ : أَنهُ سمعَ مِنَ العرَبِ مَنْ يقولُ في الإِضافةِ إلى الملائِكة والجنِّ : رُوحانيٌّ أَضافَ إلى الروحِ وللجميعُ : رأَيتُ روحانيينَ
    وزعَم أَبو عبيدة : أَنَّ العربَ تقولهُ لكُلِّ شيءٍ فيهِ الروحُ وجميعُ هذَا إذَا صارَ اسماً في غيرِ هذَا الموضعِ فأَضفتَ إليهِ جَرى علَى القياسِ
    الثاني : ما يكونُ عَلماً خلافه إذا لَم يردْ بهِ ذلكَ :
    قالوا في الطويلِ الجُمّة : جُمَانيٌّ وفي الطويلِ اللحيةِ : لِحيانِيٌّ وفي الغليظ الرقبةِ : رَقَبانيٌّ فإذَا سميتَ بها قلتَ : رَقَبِيٌّ وجُمّيٌّ علَى الأَصلِ وقالوا في القديمِ السنِّ : دُهْرِيٌّ ولو سميتَ بالدهرِ لقلتَ : دَهْرِيٌّ
    الثالثُ : ما تحذفُ منهُ ياءُ الإِضافةِ :
    إذا جعلتَهُ صاحبَ معالجةٍ جاءَ على ( فَعَّالٍ ) قالوا : لِصَاحبِ الثيابِ : ثَوَّابٌ ولِصَاحبِ العَاجِ : ( عَوَّاجُ ) وذا أَكثرُ من أَنْ يُحصى وقَدْ قالوا : البتِّيّ أَضافوهُ إلى البتُوتِ وقَد قالوا : البَتَّاتُ فأَمَّا ما كانَ ذَا شيءٍ وليسَ بصنعةٍ فيجيءُ عَلَى فَاعِل تقولُ لذي الدرعِ : دارِعٌ ولذي النبلِ : نَابِلٌ ومثله نَاشِبٌ وتَامرٌ ذو تمرٍ وآهِلٌ أَي : ذوا أَهلٍ ولِصِاحبِ الفَرسِ : فَارِسٌ وعِيشةٌ راضيةٌ ذَاتِ رِضَاً ومثلهُ طَاعمٌ كاسٍ ذُو طَعامٍ وكسوة
    وناعل ذُو نَعْلٍ وقالوا : بَغَّالٌ لِصاحبِ البغلِ شبهوهُ بالأَولِ وقالوا لذي السيفِ : سَيّافٌ ولا تقولُ لصاحِب الشعيرِ : شَعّار ولا لِصاحبِ البرِّ : بَرَّارٌ ولا لِصاحبِ الفاكهةِ : فَكَّاهٌ ولم يجىءُ هذا في كُلِّ شيءٍ والقياسُ في جميعِ ذا أَنْ تنسبَ إليه بالياءِ المشددةِ على شرائِط النَّسَبِ التي مَضَتْ
    الرابعُ : ما يكونُ مذكراً يوصف بهِ مؤنثٌ :
    اعلَمْ : بأَنَّ هذَا البابَ جاءَ على ذي شيءٍ مثل دارعٍ ونَابلٍ وهَذا قولُ الخليلِ فمن ذلكَ قولهم : حَائضٌ وطامثٌ وناقةٌ ضَامرٌ قالَ الخليل : لم يجيء هذَا على الفعلِ وكذلكَ مرضعٌ فإنْ أَجراهُ على الفعلِ قالَ : مرضعةٌ وهي حائضةٌ غَداً ولا يجوزُ غيرهُ
    وقالَ سيبويه : إنَّ ( حائضَ ) جاءَ على صفةِ شيءٍ والشيءُ مذكرٌ
    وقالَ : إنَّ ( فَعُولاً ومِفْعَالاً ومِفْعلاً ) يكونُ في تكثيرِ الشيءِ وتشديدهِ ووقعَ في كلامِهم على أَنهُ مذكر
    وقالَ الخليل : إنَّهم : يريدونَ الإِضافةَ ويستدلُّ على ذلكَ بقولِهم : رَجُلٌ عَمِلٌ وليسَ معناهُ المبالغةُ إلاّ أَنَّ الهاءَ تدخلهُ يعني : ( فَعِلٌ ) وقالَ : نَهِرٌ يريدونَ : نَهَاريٌّ يعني : النهارَ وقالوا : رَجَلٌ حَرِحٌ : ورَجلٌ سَتِهٌ كأَنّهُ قالَ : حِرِيٌّ واسْتِيٌّ وقالَ في قولِهِم : مَوْتٌ ( مَائتٌ ) وشُغْلٌ شَاغِلٌ وشِعْرٌ شِاعِرٌ أَرادوا بهِ المبالغةَ
    قالَ أبو العباسُ : أي شِعرٌ يقومُ بنفسِه وشُغْلٌ يقومُ مقامَ فاعلِه
    وقالَ الخليلُ : هو بمنزلةِ قولِهم : هَمٌّ ناصِبٌ وقَد جاءتْ هاءُ التأنيثِ في شيءٍ مِنْ ( فَعُولٍ ) ومِفْعَالٍ وأَمّا : مِفْعيلٌ فقلّما جاءتْ فيهِ الهاءُ ومِفْعَلٌ قَد جاءتِ الهاءُ فيهِ
    يُقالُ : مِصَكٌّ ومِصَكةٌّ . هَذا بابُ المَصادِر وأَسماءُ الفَاعلينَ
    المصادرُ الأصول والأَفعالُ مشتقةٌ مِنْها وكذلكَ أَسماءُ الفاعلينَ وقد تكونُ أسماءً في معاني المصَادرِ لم يشتقَّ فيها فَعْلٌ ولكنْ لا يجوزُ أَن يكونَ فِعْلٌ لَم يتقدمهُ مصدرٌ فإذَا نطقَ بالفعلِ فقد وجبَ المصدرُ الذي أُخِذَ منهُ ووجبَ اسمُ الفَاعِل ولو كانتِ المصادرُ مأخوذةَ مِنَ الفعلِ كاسمِ الفِاعِلِ لما اختلفتْ كما لا يختلفُ اسمُ الفاَعِل ونحو نذكرُ أَربعةَ أَشياءٍ : المصدرَ والصفةَ والفِعْلَ وما اشتقَّ منهُ
    فالفِعْلُ ينقسمُ قسمينِ : ثلاثي ورُباعي والثلاثي ينقسمُ قسمين : فِعْلٌ بغيرِ زيادةٍ وفِعْلٌ فيهِ زيادةٌ وانقسامُ المصادرِ في الزيادةِ وغيرِها كانقسامِ الأَفعالِ
    القسم الأولُ : الفِعْلُ الثلاثي الذي لا زيادةُ فيهِ
    وهو ينقسمُ عل ضربينِ : فِعْلٍ متعدٍ إلى مَفْعولٍ وفِعلٌ غيرُ متعدٍّ
    ● [ ذِكرُ أَبنيةِ المتعدي مِنَ الثلاثي ] ●

    وهوَ على ثلاثةِ أَضربٍ على فَعَلَ يَفْعِلُ مثلُ : ضَرَبَ يَضْرِبُ
    وفَعَلَ يَفْعُلُ مثلُ : قَتَلَ يَقْتُلُ وفَعِلَ يَفْعَلُ نحو : لَحِسَ يَلْحَس وليسَ في الكلامِ فَعَلَ يَفْعَلُ إلاّ أن يكونَ فيهِ حرفٌ مِن حروفِ الحلقِ وسنذكرَها بَعْدُ إنْ شَاءَ الله
    والصفةُ : على فَاعِلٍ في جميعِ هَذا وذلكَ نحو : ضاربٍ وقَاتلٍ ولاحِسٍ وقَدْ جاءَ اسمُ الفاعِل علَى ( فَعيلٍ ) قالوا : ضَريبُ قَدَاحٍ للضاربِ وصَريمٌ بمعنى : صَارمٍ وأَصلُ المصدرِ في جميعِها أَن يجيءَ على ( فَعْلٍ ) لأَنَّ المرةَ الواحدةَ علَى فَعْلَةٍ ولكنَّها اختلفتْ أَبنيتُها كما تختلفُ أَبنيةُ سائرِ الأَسماءِ ونحن نذكرُ ما جاءَ في بابٍ بابٍ مِنْها
    الضربُ الأولُ : فَعَلَ يَفْعِلُ :
    يجيءُ علَى اثني عَشَر بناءً
    فَعْلٌ نحو : ضَرَبَ ضَرْباً وَهوَ الأَصلُ وفِعْلٌ : قالَهُ قِيْلاً
    وفَعَلٌ : سَرَقَ سَرَقاً فَعَلَةٌ : غَلَبَةٌ : فِعْلَةٌ : سَرِقَةٌ فَعِلٌ : كَذِبٌ فِعْلَةٌ
    حِمْيَةٌ فِعَالٌ : ضِرَابُ الفَحلِ كالنِّكاح فِعَالةٌ : حِمَايةُ فِعْلانٌ : حِرْمَانٌ فُعْلانٌ : غُفْرانٌ فَعْلانٌ : لَيَّانٌ مِنْ لَويتُهُ قالَ أَبو العباسِ : فَعْلانٌ لا يكونُ مصدراً ولكنْ استثقلوا الكسرةَ مَع الياءِ
    الضَّرْبُ الثاني :
    فَعَلَ يَفْعُلُ فَعْلٌ : هُوَ الأَصلُ نحو : القَتْل وجاء ( فَعَلٌ ) حلبَها يحلبُها حَلَباً فَعِلٌ : الخَنِقُ فُعْلٌ كُفْرٌ فِعْلٌ قِيلٌ : وحِجُّ فِعْلَةٌ : شِدَّةٌ فِعَالٌ : كِتَابٌ فُعْلانٌ : شُكْرَانٌ فُعُولٌ : شُكُورٌ وقدَ جاءَ : فِعِلَ يَفْعِلُ : حَسِبَ يَحْسِبُ وَيَئسَ يَيئِسُ ونَعِمَ يَنْعمُ
    قالَ : سيبويه : والفتحُ في هذَا أَقيسُ وكانَ هذَا عندَ أًصحابِنا إنّما يجيءُ عَلى لغتينِ ومِنْ ذَا قولُهم : فَضِلَ يَفضُلُ ومتَّ تَمُوتُ وكُدْتَ تكادُ
    الضربُ الثالثُ : فَعِلَ يَفْعَلُ :
    فَعْلٌ الأصلُ مثلُ : حَمِدُ حَمداً فَعَلٌ : عَمَلٌ فُعْلٌ : شُرْبٌ فَعْلَةٌ : رَحْمَةٌ فِعْلَةٌ : خِلتهُ خِيْلَةً فَعَلَةٌ قالوا : رَحَمْتُهُ رَحَمَةً فِعَالٌ : سِفَادٌ فَعَالٌ : سَمَاعٌ فِعْلانٌ : غَشِيَةُ غِشْيَاناً فَعَلَ يَفعُلُ مِنْ حروفِ الحَلقِ فَعَالَةٌ : نَصَاحةٌ فِعَالةٌ : نِكاءةٌ فُعَالٌ : سُوَالٌ
    القسمُ الثاني مِنَ الثلاثي وهوَ الذي لا يتَعدى
    وهو ينقسمُ قسمينِ : عَمَلٌ وغيرُ عَمَلٍ ونحنُ نبدأُ بذكرِ ما هوَ عَمَلٌ
    اعلَمْ : أَنَّ هذَا الفعلَ على أَبنيةِ المتعدي واسمُ الفَاعِل في الثلاثةِ التي على وزنِ المتعدي على ( فاعِل ) والمصدرُ الذي يكثرُ فيهِ ( فُعُولٌ ) وعليهِ يقاسُ فَعَلَ يَفْعِلُ فُعُولٌ الكثيرُ مثلُ : جُلُوسٍ فَعِلٌ : حَلِفٌ فَعْلٌ : عَجْزٌ
    فَعَلَ يَفْعَلُ وجدتُ فَعَلَ يَفْعَلُ فيمَا هو غيرُ متعدٍّ أَكَثرُ من ( فَعَلَ يَفْعِلُ ) وهُما أُختانِ فَعُولٌ هوَ الأَكثرُ الذي يقاسُ عليهِ نحو : قُعُودٍ فَعَالٌ : ثَبَاتٌ فَعْلٌ قالوا : سَكَتَ : سَكْتاً فُعْلٌ : مُكْثٌ والشغْلُ فِعْلٌ : فِسْقٌ فِعَالَةٌ : عِمَارةٌ
    فَعِلَ يَفْعَلُ فَعَلٌ : عَمَلٌ فَعْلٌ
    حَرِدَ يَحْردُ حَرْداً وهو حَاردٌ قولهم : فَاعِلٌ يدلٌّ علَى أَنهَّمُ جعلوهُ مِنْ هذَا البابِ
    فَعْلٌ : حَميتِ الشمسُ حَمْياً وهيَ حَاميةٌ فَعِلٌ : الضَّحِكُ
    وأَما ما كانَ غيرُ عَمَلٍ فقد تجيءُ هذهِ الأبنيةُ فيهِ إلاّ أَنهُ يخصهُ فَعُلٌ : يَفْعُلُ وهذَا البناءُ لا يكونُ في المتعدي ألبتةَ
    بَابُ فَعَلَ يَفْعَلُ مِنْ حروفِ الحلقِ : فَعْلٌ : هَدَأَ هَدْءاً فَعَالٌ : ذَهَابٌ . فِعَالٌ : مِزَاحٌ
    ●[ ذِكرُ مَا جاءَ من المصادرِ والصفاتِ والأَفعالِ ]●
    علَى بناءٍ واحدٍ لتقاربِ المَعاني

    هَذا الضربُ إنّما حقهُ أَنْ يجيءَ فيما كانَ خِلقةَ أَو خُلُقاً أَو صِناعةً تكونُ في الشيءِ فما جاءَ مِنَ الأعمالِ فمشبهُ بهذَا
    اعلَمِْ : أنَّ العربَ ربُما أَجرِتْ هذهِ المصادرَ على المعاني كما خبرتُكَ ورُبَّما رجعوا إلى بناءِ الفعلِ وكذلكَ الصفةُ وأَبنيةُ الأََفعالِ قد تجيءُ علَى بناءٍ واحدٍ لتقارب المعاني وجميعُ هذه التي ذكرتُ لا تخلو منْ أَن تتفقَ في المصادرِ أو في الصفاتِ أو في الفعلِ فهي مِنْ أَجلِ هذَا تُقسمُ ثلاثةَ أَقسامِ
    الأول : منها المتفقةُ في المصدرِ والثاني : المتفقةُ في الصفةِ والثالثُ : المتفقةُ في الفعلِ
    الضربُ الأولُ : المتفقةُ في المصدرِ :
    وهوَ ينقسمُ على سبعةِ أَقسامٍ :
    فُعَالٌ فُعَالةٌ فِعَالٌ فِعَالةٌ فَعَالةٌ فَعَلٌ فَعَلانٌ
    الأولُ : فُعَالٌ لِمَا كانَ داءاً نحو : السُّكَاتِ والعُطَاسِ والثاني : لِمَا فُتِّتَ نحو : الحُطَامِ والفُتَاتِ والفضَاضِ
    الثالثُ : لِمَا كانَ صوتاً كالصُّرَاخِ والبُكَاءِ وقَد جاءَ الهديرُ والضجيجُ والصَّهيلُ وقالوا : الهَدْرُ والصَوْتُ أَيضاً تَحركٌ فَبَابُ فُعَالٍ وفَعَلانٍ وَاحدٌ وقَدْ جاءَ الصوتُ على فَعَلَةٍ نحو : الرَّزَمةِ والجَلَبَةِ
    الثاني : فُعَالَةٌ : ما كانَ جَزاءً لَمَا عملتَ : نحو العُمَالةِ والخُبَاسةِ والظُلامةِ
    الثاني : مِنْ فُعَالةٍ ما كانَ معناهُ الفُضَالةُ نحو القُلامةِ والقُوارةِ والقُراضةِ
    الثالث من الأول : فِعَالٌ للهياجِ نحو : الصِّرافِ في الشاةِ والهِبَابِ والقِرَاع لأَنهُ تَهييجٌ فيُذكّر الثاني مِنْ فِعَالٍ وهو لما كانَ انتهاءُ الزمانِ نحو : الصِّرام والجِزَازِ والحِصَادِ ورُبَّما دخلتِ اللغةُ في بعضِ ذَا فكانَ فيهِ ( فِعَالٌ وفَعَالٌ ) فإِذَا أرادوا الفعلَ على ( فَعَلْتُ ) قالوا : حَصدتهُ حَصْدَاً إِنّما يريدُ العملَ لا انتهاءَ الغايةِ
    الثالث من فعالٍ للتباعدِ نحو : الشِّرَادِ والشِّماسِ والنِّفَارِ والخِلاَءِ وقالوا : النُّفُور والشُّمَوس والشَّبيبُ مِنَ شَبَّ الفرسُ وقالوا : الشَّبُّ وقالوا : خَلأَتِ الناقةُ خِلاَءً وخَلأً مثلُ خَلْعٍ وقالوا : العِضَاضُ شبهوهُ بالحِرَانِ ولم يريدوا بهِ : فعلتُه فِعْلاً
    الرابعُ من ( فِعَالٍ ) ما كانَ وسماً نحو : الخِبَاطِ والعِلاطِ والعِرَاضِ
    الأَثرُ يكونَ علَى فِعَالٍ والعملُ يكونُ فَعْلاً كقولِكَ : وسمتهُ وَسْمَاً وأَما المُشْطُ والدَّلوُ والخُطَّافُ فإنما أرادوا بهِ صورةَ هذهِ الأشياءِ
    وقَد جاءَ على ( فَعْلَةٍ ) نحو : القَرمةِ والجَرْفةِ اكتفوا بالعملِ وأَوقعوهُ على الأَثرِ
    فَعَالةٌ للقيامِ بالشيءِ وعليهِ نحو : الوِلايةِ والإِمارةِ والخِلاَفَةِ والعِرَافةِ والنِّكابةِ والعِيَاسةِ والسياسةِ وقالوا في العِيَاسةِ : العوس والعياسةِ والسياسةِ والقِصَابةِ وإِنّما أَرادوا أَن يخبروا بالصنعة التي تَليها فصارَ بمنزلةِ الوَكَالةِ وكذلكَ السِّعَايةِ تريدُ : الساعيَ الذي يأخذُ الصدقةَ
    فَعَالةٌ للتركِ والإنتهاءِ نحو : السَّامةِ والزَّهادةِ والإسمُ فَاعلٌ وقالوا : الزُّهْدُ
    فَعَلٌ للإنتهاءِ والتركِ أَيضاً هَذا يجيءُ فعلُه علَى ( فَعِلَ يَفْعَلُ ) نحو : أَجِمَ يأجَمُ أَجَمَاً وَسَنِقَ يَسْنَقُ سَنَقًا
    قالَ أبو بكر : وعندي أَنَّ حَذَرَ وفَرِقَ وفَزَعَ مِنْ هَذا البابِ للتركِ وجاؤوا بضده على مثالهِ نحو : هَوِيَ هَوَىً وَهوَ هَوٍ وقَنِعَ : يَقْنعُ فهوَ قُنعٌ وقالوا : قَنَاعةٌ كزَهادةٍ وقالوا : قَانعٌ كزاهدٍ وقالوا : بَطِنَ يَبْطنُ بَطَناً وهو بَطِنٌ وتَبِنَ وثَمِلَ مثلهُ
    فَعَلاَنٌ : ما كانَ زَعْزعةً للبدنِ في ارتفاعٍ كالعَسَلانِ والرَّتَكانِ والغَثَيانِ واللَّمَعانِ وجاءَ على ( فُعَالٍ ) لأنهما يتقاربانِ في المعنى وذلكَ ( النُّزَاء ) والقُمَاصُ
    وقالوا : وجَبَ وَجيباً ووَجفَ وَجِيفاً كَما قالوا في الصوتِ : الهَديرُ ورسمَ البَعيرُ رَسِيماً وقالوا : النَّزْوُ واللَّمْعُ ولا يجيءُ فعلهُ متعدياً إِلاّ شَاذّاً نحو : شَنِئتُهُ شَنآناً
    وقالَ أَبو العباس : المعنى شَنئتُ منهُ
    الضربُ الثاني : المتفقةُ في الصفةِ :
    فَعْلاَنُ : الجوعُ والعطشُ ويكونُ المصدرُ ( فَعَلٌ ) فالفعلُ : فَعِلَ يَفْعَلُ وذلكَ طَوِيَ : يَطْوي طَواً وَهْوَ طَيَّانُ وعَطِشَ يَعْطشُ عَطَشاً وَهْوَ : عَطْشَانُ وقالوا : الظَّماءةُ والطَوّى مثلُ الشِّبَعِ وضدهُ مثله : شَبعَ يَشْبَع ُ شَبَعَاً وَهوَ من : شَبعانَ وملئتُ مِنَ الطعامَ وقَدحٌ نَصْفانَ وجَمجمةٌ نَصْفَى وقَدَحٌ قَرْبَانُ وجَمجمةٌ قَربى بمنزلةِ ملآنٍ ولم يقولوا : قَرِبٌ
    ورَجلٌ شَهْوَانُ وشَهْوَى لأَنهُ بمنزلةِ الغَرْثَى والغَضَبُ كالعَطشِ لأَنهُ في جوفِه ومثلهُ : ثَكِلَ يَثْكلُ ثَكْلاً وهو ثَكْلانُ وثَكْلَى وعَبَرْتَ تَعبرُ عَبْراً وعَبْرى
    وأمَّا ما اعتلتْ عينهُ فَعِمْتَ تَعامُ عَيْمَةً وهوَ عَيْمَانُ وهيَ عَيْمَى كأَنَّ الهاءَ عوضٌ مِنْ فتحةِ العينِ في ( عَيْمةٍ ) وَحِرتَ تَحارُ حَيْرَةً وَهوَ حَيرانُ وهيَ حَيْرَى وهوَ كسكرانَ وأَما جَربانُ وجَرْبَى فلأَنهُ بلاءٌ وقالوا : الرِّيُّ وسَغَبَ يَسْغُبُ سُغْباً وهوَ سَاغبٌ وجَاعَ يَجُوْعُ وهوَ جَائعٌ وجَوْعَانُ وَسكَرٌ وسُكْرٌ
    الثاني : مِنَ الصفةِ : أَفعلُ :
    للألوانِ ويكونُ الفعلُ على ( فَعِلَ ) ( يَفْعَلُ ) والمصدرُ فُعْلَةٌ نحو : كَهِبَ يَكْهُبُ كَهْبَةً وشَهِبَ يَشْهُبُ شَهْبَةً وصَدِيَ يَصْدَاُ صُدْأَةً وقالوا أَيضاً : صَدَأَ ورُبَّما جاءَ الفعلُ على فَعِلَ : يَفْعُلُ نحو : أَدِمَ يَأدُمُ ومِنَ العربِ مَنْ يقولُ : أَدُمَ يَأدُمُ أُدْمَةً وشَهُبَ وقَهُبَ وكَهُبَ ويبنونَ الفِعْلَ منهُ عَلَى إفعالَّ مثلُ اشهابَّ ويستغني ( بإفْعالَّ ) عَنْ ( فَعِلَ ) وهوَ الذي لا يكادُ ينكسرُ في الأَلوانِ يقولونَ : أسْوَدَّ وابيضَّ فيقصرونهُ وقالوا : ( الصُّهوبةُ والبَياضُ والسَّوادُ كالصباحِ والمساءِ ) ومن الألوانِ جَوْنٌ وَوَرْدٌ علَى وَزنِ ( فَعْلٍ )
    وقَالُوا : الأغبسُ والغُبْسَةُ كالحمرة
    وجَاءَ المصدر الوُرْدَةُ والجُونَةُ
    وجَاءَ فَعِيلٌ : خَصِيفٌ أَي : أسودُ
    وتأتي ( أَفْعَلُ ) صفةً في معنى الداءِ والعيبِ
    الفِعلُ فَعِلَ يَفْعَلُ والمصدرُ ( فَعَلٌ ) فيما كانَ داءٍّ أو عيباً عَوِرَ يَعْوَرُ عَوَراً وأَعوَرُ وأَصْلَعُ وأَجذَمُ وأَجبنُ وأَقطعُ وأَجذَمُ لم يتكلمْ بِالفعلِ منهُ ويقالُ لموضعِ القَطعِ : القُطْعَةُ والقَطَعَةُ والصُّلْعَةُ والصَلَعَةُ وقالوا : سَتهاءُ وأستَهُ جاءَ على بناءِ ضدهِ رَسْحَاءُ وأَرْسَحُ وأَهضمُ وهَضماءُ
    وقَالوا : أَغلبُ وأَزبرُ والأَغلبُ العظيمُ الرَّقبةِ والأَزبرُ العظيمُ الزُّبْرَةِ وهو موضعُ الكَاهلِ وآذنُ وأَذْناءُ وأَسَكٌّ وسَكاءُ وأَخلَقُ وأَمْلَسُ وأَجْردُ كمَا قالوا : أَخشنُ في ضدهِ وقالوا : الخُشْنَةُ وخُشونةٌ كالصهوبةِ ومؤنثُ كُلِّ أَفعلَ فَعْلاءُ
    قالَ أبو العباس : أَفعلُ فَعْلانُ وفَعيلٌ شيءٌ واحدٌ لأنها تقعُ لِمَا لا يتعدى وقالوا في الأَصيدِ : صَيِدَ يَصْيَدُ صَيَدَاً وقالوا : شَابَ يَشِيبُ ومثلُ : شَاخَ يَشِيخُ وأَشيبُ كأَشمطَ وأَشْعَر كأَجردَ وأَزبُّ
    وقالوا : هَيجَ يَهْوجِ هَوَجاً وثَوِلَ يَثْولُ ثُوْلاً وأثولُ وقالوا : مَالَ يَمِيلُ وَهْوَ مائلٌ وأَميلُ
    فَعيلٌ بمعنى : العَديلَ لأَنَّ فِعْلَة فاعلتُهُ وذلكَ نحو : الجَليسِ والعديلِ والخليطِ والكَميعِ وخَصِيم ونَزيع وقَد جَاءَ خَصْمٌ
    ثاني فَعِيل : ما أَتى مِنَ الفَعْلِ نحو : حَلُمَ يَحْلُمُ حِلْماً فهوَ حَليمٌ وظَرُفَ يَظْرُفُ ظَرْفاً وهوَ ظَريفٌ وقالوا : في ضدهِ جَهِلَ جَهْلاً وَهُوَ جاهلٌ وقالوا : عَالِمٌ وعَلِمَ يَعْلمُ وجَهِلَ كحَرِدَ حَرْداً وهوَ حَارِدٌ فهذاَ ارتفاعٌ في الفعلِ واتضاعٌ وقالوا : عَليمٌ وفَقيهُ وهوَ فَقيهٌ والمصدرُ فَقْهٌ
    وقالوا : اللُّبُّ واللُّبابةُ ولَبيبُ كما قالوا : اللؤْمُ واللآمةُ ولَئِيمٌ وقالوا : فَهِمَ يَفْهَمُ فَهْماً وهوَ فَهِمٌ ونَقِهَ يَنْقَهُ نقَهاً وهوَ نَقِهٌ وقالوا : الفَهَامةُ ونَاقَةٌ ولَبِقٌ
    وَحذَقَ يحذِقُ حِذْقاً وَرَفُقَ يَرْفُقٌ رِفْقاً وَهْوَ رَفيقٌ وقالوا : رَفِقٌ وَعَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلاً وعَاقِلٌ ورَزُنَ رَزَانةً وهوَ رَزينٌ ورزينةٌ وقالوا للمرأةِ : حَصُنتْ حُصْناً وهيَ حَصَانٌ مثلُ جَبَانٍ
    وقالوا : حَصْناً ويقالُ لها ثَقالٌ ورَزَانٌ وصَلِفَ يَصْلَفُ صَلَفاً وصَلِفٌ ورَقُعَ رَقَاعةً كحَمُقَ حَمَاقةً وحَمِقٌ وأَحمقُ كأَشنع وخَرُقَ خُرْقاً وأَخرقُ وقالوا : النَّواكةُ وأَنوكُ واستنوكَ ولم نسمعهم قالوا : نَوِكَ
    ثَالثُ فَعِيلٍ : ما كانَ ولايةً نحو : أَميرٍ ووَكيلٍ ووصيٍّ وجَرِيٌّ بمعنى وَكيلٍ
    الضربُ الثالثُ : المتفقةُ في الفِعْلِ :
    هَذا البابُ يكون في الخصالِ المحمودةِ والمَذمومةِ يجيءُ هَذا علَى ( فَعُلَ ) يَفْعُلُ إِلاّ في المضاعفِ وهوَ علَى ثلاثةِ أَضربٍ
    الأولُ : ما كانَ حُسْناً أَو قُبْحاً
    الثاني : ما كانَ في الصغرِ والكبرِ
    الثالثُ : الضَّعفُ والجبنُ والشجاعةُ ومنهُ ما يختلطُ منهُ فَعُلَ بِفَعِلَ كثيراً وهوَ الرِّفعةُ والضَّعةُ لأَنَّ فَعُلَ أُختُ ( فَعِلَ )
    الأولُ مِنْ فَعُلَ يَفْعُلُ ما كانَ حُسناً أَو قُبحاً :
    الفعلُ فَعُلَ يَفْعُلُ فَعَالاً وفَعَالةً وفُعْلاً والأسمُ فعيلٌ قَبُحَ يَقْبُحُ قَبَاحةً وَوَسَمَ يُوْسُمُ وسامةً ووَسَاماً وَجمُلَ جَمَالاً وقالوا : الحُسنُ والقُبحُ وفَعَالة أَكثرُ وقالوا : نَضيرٌ على البابِ وقالوا : نَضرَ وجههُ وناضِرٌ ونَضْرٌ ونَضَارةٌ وقالوا : ضَخْمٌ وسَبْطٌ وقَطَطٌ مثلُ : حَسَنٍ وسَبِط سَبَاطةً وسُبُوطةً ومَلُحَ مَلاَحةً ومَليحٌ وسَمُحَ سَمَاحةً وسَميحٌ وشَنُعَ شَنَاعةً وشَنيعُ ونَظُفَ نَظَافةً كصَبُحَ صَبَاحةً وقالوا : رَجُلٌ سَبْطٌ وجَعْدٌ
    قالَ أبو العباس : هُذيل تقولُ : سَميحٌ وَنذيلٌ
    قالَ سيبويه : وقالوا : طَهُرَ طُهْراً وطَهَارةً وطَاهِرٌ وقالوا : طَهُرتِ المرأةُ وطَمَثَتْ
    الثاني : الصغرُ والكبرُ :
    وذلكَ عَظُمَ عَظَامةً وهوَ عَظيمٌ ويجيءُ المصدرُ علَى ( فِعَلٍ ) نحو : الصِّغَرِ والكِبَرِ والقِدَمِ وكَثُرَ كَثارةً وهو كَثيرٌ وقالوا : الكَثْرةُ وسَمِنَ سِمناً وهوَ سمينٌ ككبرَ كِبرَاً وهوَ كبيرٌ وقالوا : كَبُرَ على الأَمرِ كَعَظُمَ وجاءَ : فَخْمٌ وضَخْمٌ والمصدرُ فُعُولةٌ الجُهُومةُ وقالوا : بَطِنَ يَبْطُنُ بِطنةً وَهْوَ بَطينٌ
    الثالثُ : الضعفُ والجبنُ وضدُّهما :
    شَجُعَ شَجَاعَةً وشَجيعٌ وشُجاعٌ وفَعيلٌ أَخو فُعَالٍ وضَعُفَ ضعفاً وهوَ ضعيفٌ وجَرُؤَ يَجْرؤُ جُرأَةً وهوَ جَرِيءٌ وغَلُظَ يَغْلُظُ غِلَظاً وغَليظٌ للصلابةِ مِنَ الأرضِ وغيرِها
    وسَهُلَ سَهُولَةً وسَهْلٌ وسَرُعَ سِرَعاً وهوَ سريعٌ وبَطُؤَ بِطَأً وهوَ بَطيءٌ
    قالَ سيبويه : إنما جعلناهما في هَذا البابِ لأَنَّ أَحدهما أَقوى على أمرهِ وكَمُشَ كَماشَةً وكَميشٌ وحَزُنَ حُزُونةَ للمكانِ وهوَ حَزْنٌ وصَعُبَ صُعُوبةَ وهوَ صَعْبُ هَذا
    ● [ بابُ ما يختلطُ فيهِ : فَعُلَ يَفْعُلُ كثيراً ] ●
    وهوَ ما كانَ مِنَ الرفعةِ والضَّعةِ

    قالوا : غَنِيَ غِنَىً وهو غَبِيٌّ وفقيرٌ كصَغيرٍ والفَقْرُ كالضَّعْفِ ولم يقولوا : فَقُرَ كما لم يقولوا في الشديدِ شَدُدْتَ استغنوا بافْتقَر واشتدَّ وشَرُفَ شَرَفاً وهوَ شَريفٌ وكَرُمَ ولَؤُمَ مثلُه ودَنُوَ ومَلُؤَ ملاءةً وهوَ مَلِيءٌ ووَضعَ ضَعَةً وَهوَ وضيعٌ وضِعَةً ورفيعٌ ولم يقولوا : رَفُعَ وقالوا : نَبُهَ يَنْبُهُ وهو نَابهٌ ونَبيهٌ وسَعِدَ يَسْعَدُ سعادةً وسعيدٌ وشَقي يشقى شَقَاوةً وشَقِيُّ وَبَخِلَ يَبْخَلُ بُخْلاً وبَخيلٌ أَمُرَ علَينا فهو أَميرٌ وأَمَرَ أَيضاً وقالوا : الشَّقاءُ حذفوا الهاءَ
    ورَشِدَ يَرشَدُ رَشَداً ورَاشدٌ والرُّشْدُ ورَشيدٌ والرَّشادُ والبخْلُ والبَخَلُ كالكَرَمِ
    أَمَّا المُضَاعفُ فلا يكونُ فيهِ ( فَعَلْتُ ) وذلكَ نحو : ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلَّةً وذَليلٌ وشحيحٌ وشَحَّ يَشحُّ وقالوا : شَحِحْتُ وضَنَنْتُ ضَنّاً وضَنَانةً وَلَبَّ يَلَبُّ واللُّبُّ واللَّبابةُ واللبيبُ وقَلَّ يَقِلُّ قِلَّةً وقَليلٌ وعَفَّ يَعِفُّ عِفَةً وعَفيفٌ ويقولونَ : لَبُبْتَ تَلُبُّ
    ● [ بَابُ : فَعَلَ يَفْعَلُ مِنْ حروفِ الحَلقِ ] ●

    اعلَمْ : أَنَّ يَفْعَلُ إِذَا قلتَ فيهنَ : فَعَلَ يَفْعَلُ مفتوحُ العينِ وذلَكَ كانتِ الهمزةُ أَو الهاءُ أَو العينُ أَ والغينُ أَو الحاءُ أَو الخاءُ لاماً أَو عيناً نحو : قَرَأَ يَقْرَأُ وَوَجَبَهُ يَجبهُ وقَلَعَ يَقْلَعُ وذَبَحَ يَذْبَحُ ونَسَخَ يَنْسَخُ
    وهَذا ما كانتْ فيهِ لاماتٌ
    وأَما ما كانت فيهِ عيناتٌ فَهْوَ كقولِكَ : سَأَلَ يَسْأَلُ وذَهَب يَذْهَبُ وبَعَثَ يَبْعَثُ ونَحَلَ يَنْحَلُ ونَحَرَ يَنْحَرُ وَمغَثَ يَمْغَثُ وذَخَرَ يَذْخَرُ وقَدْ جاؤوا بأَشياءَ منهُ علَى الأصلِ قالوا : بَرَأَ يَبْرُؤُ كمَا قالوا : قَتَلَ يَقْتُلُ وهَنَأَ يَهنِىءُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ وهوَ في الهمزِ أَقلُّ وكذلكَ في الهاءِ لأَنَّها مستقلةُ في الحَلقَ وكلَّما سَفلَ الحرفُ كانَ الفتحُ لَهُ أَلزم والفتحُ مِنَ الألفِ والألفُ أَقربُ إلى حروفِ الحَلقِ من أُختيها وقالوا : نَزَعَ يَنْزِعُ وَرَجَعَ يَرْجَعُ ونَضَحَ يَنْضَحُ ونَطَحَ يَنْطح وَرشَحَ يَرْشِحُ وجَنحَ يَجْنحُ والأصلُ في العينِ أَقلُّ لأَنَّها أَقربُ إلى الهمزةِ مِنَ الحاءِ وقالوا : صَلَحَ يَصْلُحُ وَفَرَغَ يَفْرُغُ وصَبَغَ يَصْبُغُ ومَضَغَ يَمْضُغُ ونَفَخَ يَنْفُخُ وطَبخَ يَطْبُخُ ومَرخَ يَمْرُخُ والخاَءُ والغينُ الأصلُ فيهما أَحسنُ لأَنَّهما أَشدُّ ارتفاعاً إلى الفَم ومما جاءَ على الأَصل من هذهِ الحروفِ فيهِ عيناتٌ قولُهم : زَأَرَ يَزْئِرُ ونأم يَنْئِمُ ونَعَرَ يَنْعِرُ وَرَعَدَتْ تَرْعُدُ وقَعَدَ يَقْعُدُ وشحجَ يَشْحِجُ ونَحتَ يَنْحِتُ وشَحَبَ يَشْحُبُ ونَغرتِ القدرُ تَنْغِرُ ولَغَبَ يَلْغُبُ وشَعَرَ يَشْعُرُ ومَخَضَ يَمْخُضُ ونَخَلَ يَنْخُلُ ونَخَرَ يَنْخُرُ وهَذا الضربُ إذَا كانتْ فيهِ الزوائدُ لم يفتحْ ألبتةَ كانَ حرف الحَلقِ لاماً أَو عيناً لأَنَّ الكسرَ لَهُ لازمٌ ولَيسَ هُوَ مثلُ ( فَعَلَ ) الذي يجيءُ مضارعهُ على ( يَفْعِلُ ) وَيَفْعَلُ وذلكَ مثلُ : استبرأَ يستبرِىءُ وانتزعَ يَنْتِزِعُ وكذلكَ : فَعُلَ يَفْعَلُ لا يغيرُ لأَنَّهُ لازمٌ لَهُ الضَمُّ وذلكَ قولُهم : صَبُحَ يَصْبُحُ وقَبُحَ يَقْبُحُ وضَخُمَ يَضْخُمُ ومَلُؤَ يَمْلُؤُ وقمؤَ يَقْمُؤُ وضَعُفَ يَضْعُفُ وقالوا : رَعَفَ يَرْعُفُ وسَعُلَ يَسْعُلُ فَضَموا ما جاءَ منهُ علَى فَعَلَ فهم في ( فَعُلَ ) أَجدرُ وكانَ حَقُّ ( سَعُلَ ) وَرعُفَ أَن يجَيءَ علَى مثالِ ما جاءتْ عليهِ الأدواءُ
    فإنْ كانتْ هذهِ الحروفُ فاءاتٍ نحو : أَمرَ وأَكَل وأَفلَ يَأْفُلُ لم تفتحِ العينُ لسكونِ حَرفِ الحَلقِ وقالوا : أَبى يَأْبَى شبهوهُ بيَقْرَاُ وفيهِ وجهُ آخرُ أَن يكونَ مثلَ : حَسِبَ يَحْسِبُ فُتِحَا كما كُسِرَا وقالوا : جَبىَ يَجْبَى وقَلَى يَقْلَى ( جَبَى جَمَعَ الماءَ في الحوضِ ) وحكى سيبويه : عَضَضْتَ تَعَضُّ
    وقالَ أَبو العباس : عَضَضْتَ غيرُ معروفٍ ومَا كانت لامهُ ياءً أَو واواً فحكمهُ في هَذا البابِ حكمُ غيرِ المعتلِّ نحو : شَأَى يَشْأَى وَسَعَى يَسْعَى وَمَحَا يَمْحىَ وصَفَى يَصْفَى ونَحَا يَنْحَى وقد قَالُوا : يَنْحُو يَصْفُوا ويزهوهم الآلُ ويَنْجُو ويَرغُو وأَما ما كانت لامهُ مِنْ حروفِ الحَلقِ وعينهُ معتلةٌ فلا تفتحُ لأَنَّها تكونُ ساكنةً نحو : بَاعَ يَبِيعُ وتَاهَ يتِيهُ وجَاءَ يَجِيءُ وكذلكَ المضاعفُ : نحو : دَعَّ يَدُعُّ وشَحَّ يَشُحُّ وزعمَ يونس : أَنَّهم يقولونَ : كَعِّ يَكَعُّ
    قالَ سيبويه : يَكِعُّ أَجودُ وهوَ كما قالَ
    واعلم : أَنَّ هذه الحروفَ الستةَ إذا كَنَّ عيناتٍ في ( فَعِلَ ) ففيهِ أَربعُ لغاتٍ : فَعِلَ وفِعِلَ وفِعْلَ اسماً كانَ أَو صفةً نحو : رِحِمَ وبِعِلَ والإسمُ رَجُلٌ لَعِبٌ وضَحِكٌ وما أَشبهَ ذلكَ في جميعِ حروفِ الحلقِ وفي ( فَعيلٍ ) لُغتانِ : فَعِيلٌ وفِعِيلٌ وتكسرُ الفاءُ في هذَا البابِ في لغةِ تَميمٍ نحو : سِعِيدٍ ورغيفٍ وَبخِيلٍ وَبِيِئسٍ وأَمَّا أَهلُ الحجازِ فيجرونَ جميعَ هَذا على القياس فإِنْ كانتِ العينُ مضمومةً لم تضم لها ما قبلهَا نحو : رَؤوفٍ ورؤوفٍ لا يضمُّ
    قَالَ وسمعتُ مِنْ بعضِ العَربِ مَنْ يقولُ : بِيْسَ ولا يُحققُ الهمزةَ ويدعُ الحرفَ على الأصلِ
    وأَمَّا الذينَ قالوا : مِغِيرَةٌ وَمِعينٌ فَلَيسَ علَى هَذا ولكنهم أَتبعوا الكسرةَ الكسرةَ كما قالوا : مِنْتِنٌ وَأُنْبُؤُك وأُجُؤكَ ( أَرادَ : أُنبِئُكَ وأَجِيئكَ ) وقَالوا : في حرفٍ شَاذٍّ : إحِبَّ يحِبُّ شبهوهُ ( بِمِنْتِنٍ ) فجاؤوا بهِ على ( فَعَلَ ) كما قَالوا : يِئْبَى لِما جَاءَ شاذاً عن بابهِ خولفَ بهِ وقالوا : لَيْسَ ولم يقولوا : لاسَ ولا يجوزُ في ( أَجِيئُكَ ) ما جازَ في ( يَحِبُّ ) لأَنَّ يَحِبُّ غُيرتْ عن أَصلِها وكانَ حقُّها يُحِبُّ فلمَّا غيرتْ استحسنوا التغييرَ هُنَا والإتباعَ وأَجيئُكَ على حِقّها فلا يجوزُ أَن يتبعَ الهمزةَ الجيم لأَنَّ الجيمَ في الأصلِ ساكنةٌ أَيضاً
    ● [ بَابُ نظائرِ الثلاثي الصحيحِ مِنَ المعتل ] ●

    وهوَ ينقسمُ ثلاثَة أَقسامٍ معتل اللام والعينِ والفاءِ : الأولُ : وهوَ ما اعتلت لامهُ وذلكَ نحو : رميتهُ رَمْيَاً ومراهُ يمريهِ مَرْياً وَهوَ مَارٍ وغَزَاهُ يغزوهُ غَزْواً وَهوَ غازٍ هذهِ الأصولُ وقالوا : لقيتُه لِقَاءً واللُّقىَ وقليتهُ فأَنا أَقليهِ قِلَىً وهديتهُ هُدَىً وفِعَلٌ أُختُ فَعَلٌ لأَنهُ لَيسَ بينهما إلاّ الضمُّ والكسرُ وكُلُّ واحدةٍ تدخلُ على صاحبتِها وَعَتا عُتُوَّاً وثَوَى يثَوَى ثُوِيّاً ومَضَى مُضِيَّاً وعَاتٍ وثاوٍ وماضٍ ونَمَى يَنْمَى نَمَاءً وبَدَا يَبْدُو وقَضَى يَقْضِي قَضَاءً ونَثَا يَنْثُو نَثَاءً وقالوا : بَدَا بَدَاً ونَثَا نَثَاً وزَنَى زِنَاً وسَرَى يَسْرِي سُرَىً والتُّقى
    هَذا ما كانَ ماضيهُ علَى ( فَعَلَ ) وأَما ( فَعُلَ ) فقالوا : بَهُو يَبْهُو بَهَاءً وهو بَهِيٌّ وسَرُو يَسْرُو سَرْواً وسَرِيٌّ وبَذُوَ يَبْذَو بَذَاءً وهُوَ بَذِيٌّ وبَذى مثلُ : سَقُمَ في تصرفهِ وَدَهُوْتُ وَهْوَ دَهِيٌّ وبعضُ العرب يقولُ : بَزِيْتُ كَشَقِيْتُ وأَمَّا ( فَعِلَ ) فنحو : خَشِيَ يَخْشَى خَشْيَةً وخَشَيَاً وهوَ خَشْيَانُ وخَاشٍ وشَقِي يَشْقَى شَقَاوةً وشَقَاءً وقَوِيَ قَوَةً وخَزِيَ يَخْزَى خَزَايةً فهوَ خَزْيَانُ إذَا استحيى
    قالَ الأصمعي : خَشِيَ الرجلُ يَخْشَى خَشْياً وَهْوَ خَشْيَانُ وخَشٍّ إذَا أَخذهُ الرّبو والنّفَسُ وهذا معَ ما قبلهُ يدخلُ في بابِ الأدواءِ وهذا لم يذكره سيبويه وكان هذا موضعه في فَعَلَ فيما مضى وعَرِيَ الرجلُ إذَا خَرجَ مِنْ ثيابِه يَعْرَى عُرْياً فهو عُريَانٌ وامرأةٌ عُرْيانَةٌ ونَشِيَ الرجلُ الخَبَر إذَا تخبره ونَظَر مِنْ أَينَ جَاءَ
    يَنْشَا نِشْوَةً فهوَ نَشْيان
    نظيرُ ذلكَ مما اعتلتْ عينهُ كِلتهُ كَيلاً والإسمُ كَائِلٌ وقِلْتهُ قَوْلاً والإسمُ قَائِلٌ وزِرتهُ زِيَارةً وخِفتُه خوفاً وهِبتهُ أَهَابهُ هيبَة ونلتُه أنالهُ نَيْلاً وذِمتُه أَذيمهُ ذَاماً وقِتُّه قُوتاً
    وقالَ بعضهم : ( رجُلٌ خَافٍ ) فجاؤوا به على ( فَعِل ) مثلُ فَرِقٍ وقزعٍ وعِفْتُه أَعَافهُ عِيَافةً وغُرتُ أَغورُ غُووراً وغِيَاراً وغِبتُ غُيُوباً وقامَ قِياماً ونحتُ نِيَاحةً وغابتِ الشمسُ غِياباُ ودَامَ يَدومُ دَوَاماً وَلِعْتَ تَلاَعُ لاعاً وَرَجلٌ لاَعٌ ولائِعٌ إلاّ أَنَّ قولَهم : لاعٌ أَكثرُ نظيرُ ذلكَ مما اعتلت فاؤهُ
    وَعَدتهُ أَعِدهُ وَعداً ولا يجيءُ في هَذا البابِ ( يَفْعُلُ ) يحذفُ الواوَ في ( يَعُدُ ) لوقوعِها بينَ ياءٍ وكسرةٍ وتجري باقي حروفِ المضارعةِ عليَها
    وقالَ بعضُهم : وجَدَ يَجُدُ كأَنَّهم حذفوها مِنْ يُوْجُدُ وقالوا : وَرَدَ وُروداً وَوَجِلَ يَوْجَلُ وَهُوَ وَجِلٌ وَوَضُؤَ يُوْضُؤُ فأتموا ما كان على فَعُلَ وقالوا : وَرِمَ يَرِمُ وَرَماً وَهْوَ شَاذٌ عِنِ القياسِ وَوَرِعَ يَوْرَعُ لغة وَوَجدَ يَجِدُ وَجْداً وَوَغِرَ يَغِرُ ويُوْغَرُ وَوَحِرَ يَحِرُ ويُوحَرُ ويُوحَرُ أَكثرُ ولا يجوزُ يَوْرَمُ وَوَلى يَلي وأَصلُه فَعِلَ يَفْعَلُ فَنُقل إلى ( يَفْعَلُ ) ليحذفوها طلباً للخفةِ وأَمَّا ما كانَ مِنَ الياءِ فإنهُ لا يحذفُ منهُ وذلكَ قولُهم : يَئِسَ ييئِسُ ويَمَنَ وَيَيْمنُ وبعضهُم يقولُ : ( يَئِسَ ) يحذفُ الياءَ مِنْ ( يَفْعِلُ ) فأَمّا وطِيئَ يَطَأُ فإنَّما فتحوا العينَ للهمزةِ وهذَا جاءَ على ( فَعِلَ يَفْعِلُ مثلُ : حسِبَ يَحْسِبُ
    ● [ بَابُ ذِكرِ المصَادرِ التي تُضارعُ الأسماءَ ] ●

    التي ليستْ بمصادرَ وحقُّها الوصفُ مِنْ هذهِ الأفعالِ التي تقدمَ ذكرُها وجاءت علَى ضربينِ : أَحدهُما ما فيهِ علامةٌ للتأنيثِ والضربُ الثاني لا علامةَ فيهِ للتأنيثِ ويَجْمَعُ هذهِ المصادرَ كلَّها أَنَّها جاءت غيرَ جاريةٍ على فِعْلٍ وأَنَّ ما وقعَ منها صفةً خالصةً فعلَى غيرِ لفظِ الصفةِ والمؤنثُ ينقسمُ قسمينِ : أَحدهُما حرفُ التأنيثِ فيهِ أَلفٌ والآخرُ هاءٌ
    القسمُ الأولُ : ما جاءَ مِنَ المصادرِ فيهِ أَلفُ التأنيثِ
    وذلكَ قولُهم : رجَعْتهُ رُجْعَى وبشرتهُ بُشْرَى وذكّرتهُ ذِكْرَى واشتكيتُ شكْوى وأَفتيتهُ فُتْيَا وأَعداهُ عَدْوَى والبُقيا أَمَّا الحُذْيَا فالعطيةُ والسُّقيا ما سقيتَ والدَّعوى ما ادعيتَ وقال بعضُهم : اللهمّ : أَشرِكنَا في دَعْوى المسلمينَ وقالوا : الكِبْرِيَاءُ
    الفِعْلُ رِميَّا وحجِّيزَى وحِثِّيثَى وقالوا : الهجِّيرى وَهْوَ كثرةُ القولِ بالشيءِ والكلامُ بهِ
    وقالَ الأخفشُ : الأهجيرَى وَهْوَ كثرةُ كلامهِ بالشيءِ يرددهُ
    القسمُ الثاني علَى ضربينِ
    أَحدهما ( فِعْلَةٌ ) يُرادُ بها ضَربٌ مِنَ الفعلِ ( فِعْلَةٌ ) يرادُ بها المرةَ وذَلكَ الطِعْمَةُ وقِتْلَةُ سوءٍ وبئْسَتِ المِيتَةِ إنّما تريدُ : الضربَ الذي أَصابهُ مِنَ القتلِ وكذلكَ : الرِّكَبةُ والجِلْسَة وقَدْ تجيءُ الفِعْلَةُ لا يرادُ بها هَذا نحو الشِّدَةِ والشِّعْرةِ والدِّريةِ وَقَدْ قالوا : الدَّريةُ وقالوا : ليتَ شِعْري فحذفوا كما قالوا : ذَهَبت بعذرتِها وهوَ أَبو عُذرِها وهوَ بزنتهِ أَي بقَدْرهِ والعِدَةُ والضِّعَةُ والقِحَةُ لا تريدُ شيئاً من هَذا وأَمَّا المرةُ الواحدةُ من الفعل فهي فعلة نحو ضربة وقومة وقالوا أتيته إتيانه ولقيته لِقاءةً وهوَ قليلٌ وقالوا : غَزَاةٌ فأرادوا عَمْلَةً واحدةً وحجةَ عَمَلِ سَنَةٍ وقالوا : قَتَمةٌ وسَهَكَةٌ وخَمُطةٌ اسمٌ لبعضِ الريحِ كالبَنّةِ والشَّهْدَةِ والعَسَلةِ ولم يُرِدْ فَعَلَ فَعْلَةً
    الضربُ الثاني الذي لا علامةَ فيهِ للتأنيثِ :
    وهوَ ينقسمُ قِسمين : أَحدهما ما أصلهُ أَن يكونَ مبنياً للصفةِ فوقعَ للمصدرِ والقسمُ الآخرُ ما هُوَ من أَبنيةِ المصادرِ فوصفَ بهِ أَو جعلَ هُوَ الموصوف بعينِه : الأولُ : ما لفظه لفظ الصفةِ فوقعَ للمصدرِ وذلكَ ما جاءَ على ( فَعُولٍ ) نحو : تَوضأتُ وضُوءاً وتَطهرتُ طَهُوراً وأَولعتُ بهِ وَلُوعاً ومنهم مَنْ يقولُ وقدتُ النارَ وَقُوداً عالياً وقَبلتُه قَبُولاً والوُقُودُ أَكثرُ والوَقَودُ الحَطبُ وعلَى فلانٍ قَبُولٌ وهذا البناءُ أَكثرُ ما يجيءُ في الصفاتِ نحو : ضَرُوبٍ وقَتُولٍ وهَبُوبٍ وتَؤُوم وطروَبٍ
    الثاني : ما لفظهُ لَفظُ المصدرِ فجاءَ على معنى : مَفْعُولٍ وفَاعلٍ وذلك قولُكَ : لَبَنٌ حَلَبٌ إنّما تريدُ : مَحلوبٌ وكقولِهم : الخَلْقُ إنَّما يريدُ بهِ : المَخلوقَ والدرهمُ ضَرْبُ الأَمير : أَي : مَضروبٌ
    ويقعُ علَى الفَاعلِ نحو : رَجلٍ غمْرٍ وَرَجل نَومٍ إنَّما تريدُ : الغَامرَ والنائمَ ومَاءٌ صَرَى أي صرٍ ومَعْشٌر كَرمٌ أي كُرماءُ وقالوا صَرِيِ يَصْرَى صَرْىً وَهُوَ صَرٍّ إذا تغيرَ اللبنُ في الضرعِ وَهْوَ رضىً أَي : مَرْضِيٌّ وأَمّا ما جُعلَ هوَ الموصوفُ بعينهِ : إلا أَنهم جاؤوا بهِ مخالفاً لبناءِ المصدرِ وغيرَ مخالفٍ
    فقولُهم : أصابَ شِبعَه وهَذا شِبْعُه إنَّما يريدنَ مُشْبِعَهُ ومِنْ ذلكَ : هُوَ مِلءُ هذَا أَي : ما يملأُ هَذَا وقولُهم : لَيْسَ لَهُ طَعمٌ إنَّما معناهُ : ليسَ لَهُ طِيبٌ أَي : ليسَ بمؤثرٍ في ذوقي ومَا أَلتذُّ بهِ فهذَا مما خولفَ بهِ
    وقد يجيءُ غيرَ مخالفٍ نحو : رويتُ ريّاً وأَصَابَ رِيَّهُ وَطعمتُ طُعْماً وأَصابَ طُعْمَه ونَهِلَ يَنْهِلُ نَهَلاً وأَصَابَ نَهَلَهْ وقالوا : قُتَّهُ قَوْتَاً والقوتُ : الرزقُ فَلَم يدعوهُ علَى بناءٍ واحدٍ وقالوا : مَرَيْتُها مَرْياً إذَا أَرادَ العَمَلَ وحلبتُها مِرْية لا يريدُ ( فِعْلَةً ) ولكنَّهُ يريدُ نحواً مِنَ الدرةِ والحَلبِ وقالوا : لُعْنَةٌ للذي يُلْعنُ واللعْنَةُ المصدرُ والخَلْقُ المصدرُ والمخلوقُ جَمعاً وقالوا : كَرَعَ كُرُوعاً والكَرَعُ : الماءُ الذي يكرعُ فيه وَدَرَأْتُهُ دَرْءاً وَهْوَ ذُو تُدْرَإِ أي : ذُو عُدَّةٍ ومَنَعةٍ وكاللُّعْنَةِ السُّبَّةُ إذا أَردتَ المشهورَ بالسَّبِّ واللعنِ جعلوهُ مثلَ : الشُهرَةِ
    قالَ أبو بكر : قَد ذكرتُ أَحوالَ الأَفعالِ الثلاثيةِ المتعديةِ وغيرَ المتعديةِ التي لا زائدَ فيها وعَرَّفْتُ : أَنَّ الفعلَ الذي لا يتعدى يُفَضَّلُ علَى المتَعدي بِفَعُلَ يَفْعُلُ وعرفتُكَ الأَسماءَ الجاريةَ عليها والمصادرَ وما لا يجري مِنَ المصادِرِ على الفعلِ
    واعلَم : أنَّ كُلَّ فِعْلٍ متعدٍّ فقد يبنى منهُ على مفعولٍ نحو قولِكَ في ضُرِبَ : مَضروبٌ وفي قُتِلَ : مَقتولٌ وما لا يتعدى فلا يجوزُ أن يبنى منهُ ( مفعولٌ ) إلا أن تريدَ المصدرَ أو تتسعَ في الظروفِ فتقيمَها مقامَ المفعول الصحيح وقدْ جاءَ في اللغةِ ( فُعِلَ ) ولَم يستعملْ منهُ فَعَلتُ وذلكَ نحو : جُنَّ وسُلَّ
    وَوُرِدَ مِنَ الحُمّى وهو مجنونٌ ومَسلولٌ ومحمومٌ ومورودٌ ولم يستعمل فيهِ فَعَلتُ : ومثلُه : قَطِعَ : كأَنَّهم قالوا : جُعِلَ فيهِ جنونٌ فجاءَ مجنونٌ عَلَى ( فُعِلَ ) كما جاءَ محبوبٌ مِنْ ( أَحْبَبتُ ) وكانَ حَقٌ مجنونٍ : مُجَنٌّ علَى : أَجَنَّ وقالَ بعضُهم : ( حَبَبْتُ ) فجاءَ بهِ على القياسِ ونحنُ نتبعُ هذَا : بذكِر الأَفعالِ التي فيها زوائدُ من بنات الثلاثةِ ومصادرِها

    صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو Fasel10

    كتاب : الأصول في النحو
    المؤلف : أبي بكر محمد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي
    منتدى الرسالة الخاتمة - البوابة
    صفحة رقم [ 32 ] من كتاب الأصول في النحو E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:02 pm