من طرف همسات الخميس سبتمبر 23, 2021 11:46 am
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة الثقافة الأدبية
المقامات للزمخشري
من مقامة النهي عن الهوى إلى مقامة الديوان
● [ مقامة النهي عن الهوى ] ●
يا أبا القاسم إنَّ الذي خَلقكَ فَسَوَّاكْ رَكّبَ فيكَ عقْلكَ وهوَاكْ وهُما في سُبُلِ الخيرِ والشَرِّ دَليلاكْ، وفي مراحِلِ الرُشْدِ وَالْغِيِّ نَزِيلاكْ. أحَدُهُما بَصيرٌ عالِمٌ يَسْلُكُ بِكَ في الْبَرْدَيْنِ المَحَجّةَ البَيْضاءَ وَيَرِدُ بِكَ زُرْقَ المنَاهِلْ والآخَرُ أعمَى جاهِلٌ يخبِطُ بِكَ فيِ بَيضةِ الهَاجِرَةِ البيِدَ ذَاتَ المَعاطِشِ والمجَاهِلْ فأي دَلِيليَكَ امهَرُ بِالدَّلالَةِ وَأحذَقْ وَأيهُما أجْدَرُ بِأنْ يُتَبعَ وَأخْلَقْ أمَنْ تَفُوزُ منْهُ بِالهدَايةِ وَحُسْنِ الدَّلالَةْ أمْ مَنْ يُفَوِّزُ بكَ في تيهِ الغَيِّ وَالضَّلالَةْ تَعَلّمْ أنّهُ ليَسَ منَ العدلْ أنْ تَسْتَحِبَّ الهَوى على العَقْلْ إنَّ جانِبَ العقْلِ أبَيضُ كَطُرَّةِ الفَلقْ وَجِهَةَ الهَوَى سَودَاءُ كجُدَّةِ الغَسَقْ إنِ اتّجَهَ لكَ أمْرٌ فَعَرَضتَهُ على نفسِكَ فانظُرْ أيُهما إلَيْهِ المائِلْ. ولَهُ القابِلْ فإن كانَ العقلَ فأحرِبِهِ أنْ تَلْنَزِمَهُ الْتِزَامَ الصَّب وَتَعتلِقَهْ وأن تجعَلَ يَدَيْكَ لَهُ وِشَاحاً وتعتنِقَهْ. وَأنْ لا تخَلّى عَنهُ وإن اشْتَجرَتْ دُونَهُ الرِّماحْ واخْتُرِطَتْ بَيْنَكَ وبيَنهُ الصِّفَاحْ. واعترضَ الموتُ الذُّعافْ. وجاءَ كُلُّ ما تَكرَهُ وَتَعافُ. وَإنْ كانَ الهَوَى فَفِرَّ منهُ فِرَارَكَ منَ الأسَدْ. واحذَرْهُ حِذَارَكَ مِنَ الأسْوَدْ وإنْ رَأيْتَهُ بكُلِّ ما يَسُركَ مَصْحُوباً. وَكُلِّ ما تتمنّاهُ إليه مَجْنُوناً وَإنْ كانَ الأمْرُ بَينَ بَينَ فَتَبَيّنْ وتثّبتْ وَاسْتَعْمِلِ الأنَاةَ وَالتؤَدَةْ وَشاوِرْ مَنِ اسْتَنْصَحْتَ منْهُمُ الجُيُوبَ والأفْئِدَةْ. وَعَرَفْتَ أنّهُمْ مِمّنْ يُوصِي بِالْحَقَ وَيُومِيِ إلى الصِّدْقِ. فإنْ طَلَعَ مِنْ كِنانَتِهِمْ سَهْمٌ صائبْ وَأضاءَ لَهُمْ رَأيٌ ثاقِبْ فَذَاكَ وإلا فاتّقِ النّفْعَ الذّي يَلُوحُ لَكَ مِنْ جَيْبِهْ بضَررٍ تحسَبُهُ كميناً وَرَاءَ غيْبِهْ واعمَلْ على الإخلالِ بهِ وَتخْلِيتَهْ وَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِتَوَلِّيهِ ولا تَوْلِيَتِهْ وَكُنْ في تَقْوَاكَ كَسالِكِ طَريِقٍ شائِكٍ لا بُدَّ لَهُ مِنْ انْ يَتَوَقّى وَيَتَحَفّظْ وَيأخُذَ حِذْرَهُ وَيتيقّظْ.
هَوَاكَ أعْمَى فلا تَجْعَلْهُ مُتّبَعاً ... لا يَعْتَسِفْ بِكَ عَن بَيْضاءَ مسلوكه.
اتْرُكْهُ وَامْشِ على آثارِ عقْلِكَ في ... محجّةِ مِثْلُها ليْستْ بِمْترُوكهْ.
فالْعقْلُ هادٍ بصيِرٌ لا يَزيِغُ إلى ... بَصيرَةٍ عَن سَدَادِ الرَّأْيِ مأفُوكَهْ.
وَمَنْ يَقُدْهُ هَوَاهُ في خزِامَتِهِ ... فَذَاكَ بَيْنَ ذَوِي الألْبابِ أُضْحُوكَه.
● [ مقامة التماسك ] ●
يا أبا القاسم إنَّ رِدَاءَ الوَقارِ وَالحِلْمْ. أزْيَنُ ما تَعَطّفَ بهِ ذُو العِلْمْ فَتَحَلّمْ وتَوَقّرْ وإنْ لَمْ يُكُونا مِنْ جدائلكْ وتَعَلّمْهُما إنْ عُدمِا في شَمائِلِكْ. أوَّلُ ما يُسْتَدَلُ بهِ على عَقْلِ الرَّجُلِ أنْ تَتَنَاسَبَ حَرَكاتُهُ وَسَكنَاتُهْ. وَأنْ تُحْمَد في مَوَاطِنِ الطيّشِ وَالنّزَقِ طُمَأْنينَتُهُ وَأناتُهْ. فبَاشِرْ أكْثَرَ الأمُورِ بِالتأَنّي والأوْنْ وإذا مَشَيْتَ على الأرْضِ فامْشِ باِلْهَوْنْ ولا تَكُنْ مُطَارَ القَلْبِ وَإنْ لُقِيْتَ بِمُبْهِجْ وَلا مَحْلُولَ الحبُوَةِ وإنْ رُمِيتَ بُمزْعِجْ، وكُنْ رَبِيطَ الجاشِ دُونَ الطّوَارِقِ وَلا تُهَلْ. وَتَلقّهَا بَيِّنَ التّماسُكِ وَلا تنهَلْ. رَزيناً لا تَحْمِلُكَ خِيْفَةٌ على خِفّهْ. شَبِيه جَبَلٍ لا تَهُزُّ منَاكبَهُ رَجْفَهْ. الأرَيبُ لا يَحْمِلُ على رَقَبِتهِ رَأسَ نَزِقٍ طَيّاشْ. وَلا بَينَ جَنَبيهِ صَدْرَ حَنِقٍ كَمِرْجَلٍ جَيّاشْ. عَلَيْكَ بِالْكَظمْ وإنْ شُجِيْتَ بِالْعَظمْ إنْ هَفَا أخُوكَ فَعَاتِبْهُ بالإغْضاءْ. وإنْ أسْخَطَكَ فَعَاقِبْهُ بالإرضَاءْ وإنِ اسْتُطيرَ صاحُبكَ وثارَ ثائِرُهْ فَوَلِّهِ مِنْكَ ساكِناً طائِرُهْ إنَّ ضِرَامَ الغَضَبْ أشَد مِنْ ضِرَامِ اللهَبْ فَخَفْ على نفسِكَ ثَقُوبَ شهابِهْ. واتّقِ السّاطعَ مِنَ اتِقادِهِ والتْهابِهْ. وَلا تَزَلْ بشُواظِهِ حَتّى يَنْطفِي. وَبِضِرَامِهِ إلى أن يَنْتفِي. ولَنْ يُطْفَأ بمِثْلِ حِلْمٍ يُرَاقُ على جَوَانِبِهْ. وَعَفْوٍ تُفْرَغُ سِجالهُ على ذَوائِبِهْ.
● [ مقامة الشهامة ] ●
يا أبا القاسم ما ضَرَّك لَوْ أطعتَ ناهِيَ النَهى وَإنْ كان نَهيُهُ أمَرَّ مِنَ الصَّابْ. وَعَصَيت آمِرَ الهَوَى وَإنْ كانَ أمرُهُ أعذَبَ مِنْ ماء اللَّصَابْ. وَلَمْ تُبالِ بِتِلكَ البْشاعةِ والإمرَارْ لِمَا تَسْتحليهِ في المَغَبةِ من ثوابِ الأبرارْ. ولمْ تلتفتْ إلى هذهِ اللذَّةِ والعُذُوبَةْ. لمَا أنتَ مُرْصَدٌ بهِ في العاقبةِ منَ العُقُوبَةْ اللبيبُ مَنْ لا يَنضوُ ثوبَ المراقبْ. ولا يدَعُ تدبُرَ العواقِبْ. وإلا فَهُوَ تبيعُ الجاهلِ في اغترارِهْ. وَرَسيلُهُ في خَلْعِ الرَّسَنْ واجتِرَارِهْ. لا فَضلَ بينهُما إلا أنَّ الجاهلَ رَبما مَهدَ جَهْلُهُ عُذْرَهْ. وَسهلَ عنْدَ الناسِ أمْرَهْ. وأمّا اللبيبُ فَمُمَزَّقُ الْفَرْوَةِ مُفَنّدْ. كُل لِسانٍ سَيْفٌ عليْهِ مهَنّدْ. معهُ ما يَكُفهُ وَيَقِفُهُ فلا يَكُف ولا يَقِفْ. ومَا يَصُدُّهُ وَيَصْدِفُهُ فلا يَصُدُّ وَلا يَصْدِفْ قَدْ أحاطَ بهِ الخذْلانْ وهُوَ مَرِحٌ جذلان اتّسَعَتْ شهوتُهُ حتى غطّتْ فطانَتَهُ وَلُبّهْ. وفاضَتْ حتّى غمرَتْ شهامَتَهُ وَإرْبَهْ. إنْ كُنتَ يا هذا مِنْ أهْلِ التمْيِيزْ فَمَيزْ بينَ الخَبَثِ والإبرِيزْ واعْلَمْ أنهُما عَمَلانِ فَجيِّدٌ مُجْدٍ على صاحِبِهْ وَرَدِيٌ مُرْدٍ لِرَاكِبِهْ. وَإنما يختارُ ذُو اللبِّ ما يَمتارُ بهِ الجَدَا. ويَجْتَنِبُ ما يجْتَلبِ إليْهِ الرَّدَى. وَحاشا لمثلكَ أنْ يَتَوَلى مُثْلَتَهْ. وينحِتَ بفأسهِ أثْلتهْ. ويضرِبَ بلسانه سواءَ قذَالِهْ، وَعِرْضَهُ بِألْسِنَةِ عُذّالِهْ فلا تَحِدْ عَنْ مُر يُفْضي بكَ إلى ثوابْ بعَذْبٍ تفارقُهُ إلى عذابْ ولا تُشْبِهَنَّ في إيثَارِ زَهْرَةِ الدنْيا بأكلَةِ الخَضِرِ هجمتْ عليهِ فآنَقَهَا ريِهُ وخُضرتُهُ. ومَلأ عيونَها زيُهُ وَنَضْرَتُهْ. وما يُشعِرُهَا أنهُ مسرَحٌ وَبِيءٌ وَكَلاءٌ وَبيلْ. فرمتْ فيهِ برُؤُسِها ضحَاءً لا تَنْتُرُهُ وَعِشَاءً لا تَبْترُهُ. حَتى إذَا امتلأتْ بطونُها وامتدت غضونُها شعرَتْ ولكن شعورٌ بعدَ لأيْ وَدَبَرِيٌ مِن رَأي. ولا خَيرَ في قضاءِ وطَر ايُشفي ابكَ اعلى خَطَر.
● [ مقامة الخمول ] ●
يا أبا القاسم يا أسفي على ما أمضيْتَ من عُمُرِكْ فيِ طلبِ أن يُشادَ بذكركْ. وَيُشارَ إليْكَ بأصابعِ بَني عَصْرِكْ. عَنيتَ على ذلكَ طويلاً. فما أغَنيْتَ عنكَ فَتيلاً حَسبْتَ أنَّ مَنْ ظَفِرَ بذاكَ فَقَدِ استصفَى المجْدَ بأغَبارِهْ. واستوفَى الفَخْرَ بأصْبارِه. وَقَدّرْتَ أنَّ الشارَةَ البهيةَ هيَ الجمالْ. وأنَّ الشهْرَةَ في الدنيا هيَ الكَمالْ. وما أدرَاكَ يا غافِلُ ما الكامِلْ الكامِلُ هُوَ العامِلُ الخامِلْ. الذِي هُوَ عندَ الناسِ منكُورْ وهوَ عندَ اللّهِ مذكُورْ. مَجْفُوٌ في الأرْضِ لَيْسَ لهْ ظهيرٌ ولا ناصرْ ولا تُثْني بهِ أباهيمُ وَلا خنَاصِر. ما قُلْتَ لأحَدٍ هَلْ تَشْعُرُ بهِ إلا قالَ لا. لا يُدْعَى في النقَرَى ولا في الجَفَلَى. خَلا أنَّ لهُ السمَاء اسْمَاً لا يَخْفَى. وجانباً مَرْعياً لا يُجْفَى وسَبَبَاً قَوِياً لا تَسترْخي قُواهُ. ولا تَبْلُغُ هذهِ الأسبابُ قُوَّةً مِنْ قُواهُ. فَعَدِّ إذنْ عنْ هذهِ الأسامي والأصواتْ. وعُدَّ شَخْصَكَ في عِدَادِ الأمْوَاتِ. كَفِّنْهُ بِالخُمُولِ قَبْلَ أنْ يُكَفّنْ وَادْفِنْهُ في بَعْضِ الزَوَايَا قَبْلَ أنْ يُدْفَنْ. واجعَلْ لهُ قَعْرَ بَيْتِكَ قَبْراً. واصبِرْ على مُعانَاةِ الوحدَةِ صَبْرَا وطِبْ عن زيَاراتِ النّاسِ نَفْسا. ولا تَرْضَ سَوى الوحشَةِ أُنْسَا وَلا تَنْشَطْ إلا إلى زَاِئرٍ إنْ ضَلَلَتَ عَنِ المحَجّةِ أرْشَدْ. وَإنْ أضْلَلْتَ الحُجّةَ أنْشَدْ. وَإنْ خَفِيَ عَلَيْكَ الصَّوَابُ جَلىّ وَإن أصابَكَ هَمٌ في ديِنِكَ سَلّى. لا يَزُورُكَ إلا ليِوصيكَ بالحقِّ ويَنْصَحَكْ وَيَرْأبَ ثَأْيَكَ وَيُصْلِحَكْ. وَيُعالجَكَ منْ مَرَضِكَ وَشَكَاتِكْ. بما يَصِفُ مِنْ أمر مُبْكيِاتِكْ. لا أمْرِ مُضْحِكاتِكْ ذَاكَ لا يَتَنَفّسُ في جَنَابِكْ إلا عَبِقَ نَسيمُ الفِرْدَوْسِ بِثيابِكْ. وَلا يخْطِرُ في عَرْصَةِ دَارِكَ إلا أصبَحَتْ مُبارَكَهْ. وَبَسَطَتْ أجْنِحَتَها فيها الملائكة فلا تبْغِ بهِ بَدَلاً وَإنْ أفاءَ عَليْكَ بِيضَ النّعَمْ. وَسَاقَ إلَيْكَ حُمْرَ النّعَمْ.
أطلُب أبا القاسمِ الخُمولَ وَدَعْ ... غيرَك يطلبُ أسامِياً وَكُنى.
شبِّه ببعضِ الأمواتِ شخصَك لا ... تُبرِزهُ إن كنتَ عاقلاً فَطِنا.
ادفنهُ في البيتِ قبلَ ميتتهِ ... واجعل له مِن خُمولهِ كَفنا.
عساكَ تُطفي ما أنتَ موقِدُه ... إذ أنتَ في الجهلِ تخلعُ الرَّسنا.
● [ مقامة العزم ] ●
يا أبا القاسم يا خابطَ عَشَواتِ الغَيْ ويا صريعَ نَشَواتِ البَغي ويا معطِّلَ صفايا عُمُرِه متولِّياً عن أمرِ المتولِّي لأمرِه. ويا متثاقلاً عمّا يجبُ فيه الانكماش ِويا آمِن كبوةٍ ليسَ بعدَها انتعاش ويا مَن هَمه مبثوث. فيما هوَ على ضدِّه محثوث وقلبهُ صبٌ مشُوق إلى خلافِ ما هو إليهِ مَسوق ويا مدَلى بغرورِ الفتانِ ومكرِه ومستدرِجاً بدهائهِ ونكرِه فيما لا يذهبُ إليهِ عاقلٌ بفكرِه خفِّض قليلاً مِن غلُوائِك. وأدلِ من مُعاصاتِك لإرعوائِك وشمِّر عن ساقِ الجدِّ في تركِ الهزل، واصدُر في تدبيرِ أمرِك عن الرأيِ الجزل. لا تغرِس إلا ما تلينُ غداً ليدِكَ مثانيهِ ومعاطُفه. ويُطعمُك الحلوَ الطيبَ مجانيهِ ومقاطُفه. ولن يتمَّ لكَ ذلكَ إلا إذا حفِظتَ شربكَ ممّا يعافهُ السّاقي والشّارب. ونفضتَ سربكَ ممّا يخافهُ السّاري والسّارِب. إنَّ مَعاصيَ المسلمِ كالسِّبَاعِ العاديةِ في شوارعِهِ وكالأقذاءِ المتعاديةِ في شرائعهِ. وأنّى لكَ أنْ تضرِبَ في طريقٍ عُمّارهُ سِبَاعْ، وأنْ تشربَ من إناءٍ أقذاؤهُ تباعْ واجعلْ مرمى بصرِكَ الغايةَ التي انتهى إليها أولو العزمِ الصابرون، وممشى قدمكَ الطريقة التي انتهجها الفائزونْ، ولا تقتَدِ ببني أيامِكَ فإنهم رَعَاع. قَدْ لأموا صَدْعَ دُنياهمْ ودينُهُمْ شَعَاعْ، والمقتَدِي بهؤلاء أطفُّ منُهم في البِرِّ مكيالاً. وأخف في الخيرِ مثقالاً.
● [ مقامة الصدق ] ●
يا أبا القاسم كلُّ سيفٍ يُحادثُ بالصَّقالْ، دونَ لسانٍ يحدِّثُ بصِدْقِ المقالْ. فلا تُحَرِّكْ لسانَكَ بالنُطقْ إلا إذا كان النطقُ بالصِّدْقْ وَصُنُه من خطأ الكذبِ وعمدِهْ كما يُصانُ اليَمَانُّي في غمدِهْ. إنَّ الحُسامَ يذهبُ برونقِه الصَّدا ، والكذبَ للِّسانِ منَ الصَّدأ أرْدَى. أُصْدُقْ حيثُ تظنُ أنَّ الكذبَ يُفيءُ عليكَ المغانم. ولا تكذبْ حيثُ تحسبُ أن الصدقَ يجرُ إليك المغارمْ، فما يُدريكَ لعلَّ الصِّدقَ يُفيض عليكَ بركتهُ فتَجدي وتسعد. والكذبَ يدهُمَكَ بشؤمِهِ فتُكدِيِ وتبعدْ، وهَبْ أن الأمرَ جرى على حسبِ الحِسبانْ، ورُمِيتَ ممّا تخافُهُ بالحُسبان. وصَدَقَتَ فَدُهِيتَ بكُلِّ مساءةٍ ومضرَّة. ولوْكذبْتَ لظفِرْتَ بكُلِّ مرضاةٍ ومسرَّةْ أمَا يكفي الصَّادِقَ أنّهُ صادقٌ إجدَاءْ. والكاذبَ أنّهُ كاذِبٌ إكدَاءْ. وَإنْ رَجعَ الصَّادِقُ وَرِجلاهُ في خُفّيْ خائِبْ. وَآبَ الكاذِبُ بِملءْ العِيابِ والحقائِبْ. لَوْ مُثِّلَ الصِّدْقُ لكانَ أسَداً يَرُوعُ ولَوْ صُوِّرَ الكَذِبُ لكأنَ ثعلباً يَرُوغُ، فلأنْ تكونَ فَجوَةُ فيكَ كأنّها عَرِينُ لَيثٍ أغلَبْ. خَيرٌ منْ أنْ تكونَ كأنّها وِجارُ ثَعلَبْ. ولأنْ تَقبِضَ أخاكَ روْعةٌ ممّا أشْبَهَ مِنْ صِدْقِكَ الصَّابْ، أوْلى مِنْ أن تَبْسُطَهُ جَذِلاً ممّا أحولي منْ كَذبِكَ وَطَابْ. وإذا عَقَدْتَ ميثاقاً فأوفِ بعقْدِكْ. أوْ وَعَدْتَ فَسارِعْ إلى إنْجازِ وعدِكْ. ولا يَكونَنّ موعِدُكَ مثلَ لَمْعِ البُروقِ بالذِّنَبْ، ولا مُشَبّهاً بلَمْعِ البُرُوقِ الخُلّبْ، وَإنْ أرَدْتَ أنَ تَمْسَحَ ناصيَةَ الكَرَمِ السابِقْ. وتضرِبَ قَوْنَسَ المَجْدِ الباسِقْ، فأشْبِهْ سَحَاباً تَقَدّمَ وَدْقُهُ على رَعْدِهِ. وَكُنْ رَجُلاً قُدِّمَ عَطاؤهُ قَبْلَ وَعْدِهِ.
● [ مقامة النحو ] ●
يا أبا القاسم أعَجَزْتَ أنْ تكُونَ مثلَ هَمْزَةِ الاستفهامْ إذ أخَذَتْ على ضَعفِها صَدْرَ الكَلامْ، لَيْتَكَ أشبهتَها مُتقَدِّماً في الخيرِ معَ المُتَقَدِّمينْ، ولمْ تُشْبِهْ في تأخركَ حَرْفَ التأنيثِ والتّنْوينْ. المُتقدِّمُ في الخيرِ خَطَرُهُ أتَمْ. وَدَيْدَنُ العَرَبِ تَقْدِمَةُ ماهُوَ أهمْ، ضَارعِ الأبْرَارَ بعَمَلِ التّوَّابِ الأوَّابْ. فالفِعلُ لُمضارَعتِهِ الاسمَ فازَ بالإعرابْ. ومادَّةُ الخَيْرِ أنْ تؤْثِرَ العُزْلَةَ وَلا تَبْرُزَ عَنِ الْكِنْ، وَتُخْفَي شَخصَكَ إخْفاءَ الضَّميرِ المُستَكنْ. فإنَّ الخَفَاءَ يَجْمَعُ يَدَيْكَ على النّجاةِ والاستعصام كما استعْصَمتِ الوَاوُ منَ القَلْبِ بالإدْغامْ، ولا يَكُونَنَّ ضَميرُكُ عَنِ الهَمِّ الدِّيْنيِّ سَالياً، كمَا لا يَكُون أفْعَلُ منَ الضّمير خالِياً. وعَوِّضْهُ مِنْ تلكَ السلوَةِ ذلكَ الهَمْ، كمَا عُوِّضَتِ الميمُ مِنْ حَرْفِ النِّدَاءِ في اللّهُمْ. وَقِفْ لِرَبِّكَ على العَمَلِ الصَّعْبِ الشديدْ. كما تقِفُ بَنُو تميمٍ على التشديدْ واثُبتْ على دينِ الحقِّ الذي لا يَتَبدَّلُ وَلا يَحُولْ. ثَباتَ الحركة البِنائيّةِ التي لا تَزُولْ. ولا تَكُنْ في التّرْجِيح بَينَ مَذْهَبَيْنْ كالهمزَةِ الواقعةِ بينَ بَينْ. فانظُرْ إلى السودِ والبيضِ، كيفَ تعتقِبُ على ما تحتَ السماءْ. اعتقابَ العواملِ المختلفةِ على الأسماءْ. فإنّكَ لا ترى شيئاً إلا مُسْتهدفِاً للحوادثِ والنوائِبْ، كمَا ترَى الاسمَ عُرْضَةً للخَوَافِضِ والرَّوافِعِ والنواصبْ. وَتَجَلّدَ في المُضيِّ في على عزمِكَ وتصميمِهْ. وَلا تقصُرْ عَمّا في الفَمِ مِنْ جلادَةَ مِيمِهْ. وَليحَجُبْكَ هَمكَ عَنِ الرُّكُونِ إلى هؤُلاءِ المُسْتَوْلية كما تُحْجَبُ عَن الإمالَةِ الحُرُوفُ المُسْتَعْلِيةْ. وَاحْذَرْ أنْ يَعْرفَكَ الدِّيوَانُ وَعَطاؤُهُ. مادَامَتْ مُبْدلَةً مِنْ وَاوِهِ يَاؤُهُ.
● [ مقامة العروض ] ●
يا أبا القاسم لنْ تَبْلُغَ أسْبَابَ الهُدَى بمعرفَةِ الأسبابِ والأوتادْ، أوْ يَبْلُغَ أسبَابَ السموَاتِ فِرْعَوْنُ ذُو الأوتادْ. إن الهُدَى في عَرُوضٍ سِوَى عِلْمِ العَروضْ. في العِلْمِ والعملِ بالسنَنِ والفُرُوضْ. ما أحوَجَ مِثْلكَ إلى الشُّغْلِ بتعْديلِ أفاعيلهْ عن تعديلِ وَزْنِ الشِّعْرِ بتفاعيلهْ. مَنْ تَعَرَّضَ لابتغاءِ صُنوف الخيرِ وضُروبِهْ أعْرَضَ عَنْ أعارِيضِ الشِّعْرِ وأضرَبَ عَنْ ضُرُوبِهْ ما تَصْنَعُ بِالضُروبِ والأعاريِضْ فيِ الكلامِ الطويلِ العريِضْ، في صِناعةِ القَريِضْ. وَوَرَاءَ ذلكَ حَيْلُولَةُ الجريض لأنْ تَنْطِقَ بِكَلِمَةٍ فاضِلةٍ بَينَ الحقِّ والباطِلِ فاصِلَهْ خيرٌ منْ منطقِكَ في بيانِ الفاضلَةِ والفاصِلَةْ. عليْكَ بتقوَى اللّهِ ومراقبتهْ وَلتَرْعُدْ فَرائِصُكَ خَوْفَ مُعاقَبَتِهْ. وَدَعْ ما يَجرِي مِنَ المُعاقَبَةِ والمُراقَبَةِ بَينَ الحَرْفَينْ وَعدِّ عنِ الصَّدْرِ والعجُزِ والطّرَفَينْ. ما ضَرَّكَ إذا تَمَّ وَوَفَرَ ديِنُكْ. وَسَلِمَ وَصَحَّ يَقينُكْ. واتّصَفَا بالوُفُورِ والاعتدَالْ وَخَلصَا عن الانتقَاصِ والاعتِلالْ. وَإنْ وُجِدَ في شِعْرِكَ كَسْرٌ أوْ زِحَافْ. أوْ وَقَعَ بَينَ مَصَارِيِعِهِ خِلافْ. وَيْلَك إنْ كُنْتَ منْ اهلِ الفضْلِ والحزْمْ. فلا تهْتَمَّ بنُقْصانِ الخرْمِ وزيادةِ الخَزْمْ، وَلا تُفكِّرْ في الأثْلَمِ والأثْرَمْ، والأخْرَب، والأخْرَمْ، والأجمَ،ِّ والأقْصَمْ، والأعْضَبِ، والأصْلَمْ، والمخْبُونِ، والمخُبولْ، والمَطْوِيّ، والمشكُولْ، والمقصُورِ، والمحْزُولْ، والمقْطُوعِ، والمحذُوفْ، والمعْصُوبِ، والمكفُوفِ، والمعقُولِ، والمَقطُوفْ، وَالمُشَعّثِ، والأشَترْ، والأحَذِّ، والأبْتَرْ، والمقبوُضِ، والمُضْمَرْ، والموْقُوفِ، والمنقُوصْ، والمكسُوفِ، والموقُوصْ. إنَّ لِبَاسَ التّقْوَى خَيْرُ لِبَاسْ، وأزْيَنُهُ عندَ اللّهِ والنّاسْ فلا تَكُ عَنْ اضْفائِهِ مُغْفَلاً، وَالبْسَهُ مُذالاً مُسَبّغاً مُرَفّلاً. وَلا تقْتصرْ منهُ على الأقْصَرِ الأعْجَزْ، كَمُخَلّعِ البَسيطِ أوْ مَشْطُورِ الرَّجَزْ. وأعْرِفِ الفضلَ بينَ السكَيْتِ والسابِقِ إلى الغايَةْ. وإنْ لمْ تعرِفِ الفضْلَ بينَ الفصْلِ والغايَةْ. وَإيّاكَ والخَطْوَ المتقارِبَ. وَلا تَرْضَ بدُونِ الرّكْضِ والرَّمَلْ. وأبطِرْ نَفْسَكَ ذَرْعَها فيِ مضمار العَمَلْ. فإنّما يَلْحقُ الخفيفُ السّريعُ المُنسرحْ. وادْأبْ لَيْلَكَ الطّوِيلَ المَديِدَ وَلا تَقُلْ أصْبحْ وليَكُنْ لكلامِكَ المُقْتَضَبِ سائِقٌ مِنَ التّنَبُّه مُحْتَثْ، وَإلا فَكلِماتُكَ في الشّجَرِ المُجْتَثْ. وَليُطْربْكَ الحَقُّ الأبْلَجْ كمَا يُطرِبُ الشارِبَ الهَزَجْ. وإيّاكَ ثُمَّ إيّاكْ أنْ تُرَى إلا في ذَاكْ وَلأنْ تَفُكَّ نَفْسَكَ عَنْ دَائِرِةِ الجَرَائِرْ أوْلَى بِكَ مِنْ فَكِّ الْبُحُورِ وَالدَّوَائِرْ.
● [ مقامة القوافي ] ●
يا أبا القاسم شأنَكَ بِقافيةِ رأسِكَ وعَقْدِها وبدعْوَةِ السّحرِ تُحَلِّلُها بِيَدِهَا. إنْ كُنْتَ ممّنْ يَنْفعُهُ استغفارُهُ أوْ يُسْمَعُ منْهُ ندَاؤُهُ وَجُؤَارُهُ. واسْتَغْنِ بِكلماتِ اللّهِ الشافِيَةْ عَنِ التكَلمِ في حدُودِ القافيَةْ. فَما يؤْمِنُكَ أنْ يُوَرِّطَ بِكَ في اقترِاَفِ جُرْمْ انتِصارُكَ لأخَوَيْ فُرْهُودَ وَجرْمْ. وَلعَلَّ قَدْحَكَ في بَنيِ مَسْعَدةَ والمُسْتَنيرِ وَكَيْسانْ. يَسمُكَ بِما سَمّتْهُ بنُو فَهْمٍ بِكَيْسانْ. وَاذْهَلْ عَنِ المُتكاوِسِ منْها والمُتَدارِكْ بتكاوُسِ ذُنُوبِكَ وَعَجْزِ المُتدارِكْ وَعَنِ المُتواتِرِ والمُتَرَاكِبِ والمُتَرَادِفْ بآثامٍ كأنّها هي في وَصْفِ الوَاصِفْ. وَعَنِ الفَصْلِ بينَ الخُرُوجِ والوَصْلْ. بالخُرُوجِ عنِ الأجْدَاثِ يَومَ الفَصْلِ. وَلا تحْسَبْ أنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ نَفَاذاً وَلا توْجِيهاً، لَمْ يكُنْ عندَ اللّهِ وَجيهاً. وَمَنْ لَمْ يُرَاعِ ردْفاً وَرَويّاً لَمْ يُصبْ منَ الكَوْثَرِ شِرْباً رَويّاً وَمَنْ أخطأَ مُجرىً أوْ دَخِيلاً. وُجِدَ بَينَ أهلِ الحَقِ دَخِيلا، وَمَنْ أسّسَ بَيتاً لم يُساندْ فيهِ ولا أقَوى، كَمَنْ بَنَى بَيَتاً أُسِّسَ مِنْ أوَّلِ يَوْم على التقوى. وَمَنْ عَرَفَ الإشبَاعَ والحَذْوْ. صادَفَ النّصْبَ والبأوْ وَتَنَكّبَ التّحْريِدَ والإيطاءْ والتضْمِينَ والإكْفاءْ، وما صَنَعَ في ارْتِجازِهِ أبُو جَهْل. فَهُوَ السّالِمُ مِنْ كُلِّ خَطَأ وَجَهلْ. فَرُبَّ كَبير منْ عُلماءِ الرَّسْ هُوَ شرَّ مِنْ أصحابِ الرَّسْ. وَكَمْ منْ ماهرٍ في معرفةِ الغُلُوِّ والتعدي. هُوَ منْ أهْلِ الغُلُوِّ في الباطلِ والتعدِّي.
● [ مقامة الديوان ] ●
يا أبا القاسم اللّهُ خلعَ منْ رقبتِكَ رِبْقَةَ المطامِعْ، واقتحامِكَ عقَبَةً صَعْبَةَ المطالِعْ. إلا أنَّ خَلْعَ هذِهِ الرِّبْقَةِ منَ الرَّقَبَةْ هيَ العَقَبَةُ وأصْعَبُ مِنَ العَقَبةْ عَقَبَةٌ لا يقتحمُها إلا قَويٌ ضابِطْ. وَإلا مَنَ أمَدَّهُ اللّهُ بجاشٍ رَابِطْ أبَيْتَ أنْ يَبْقَى لاسْمِكَ في الجريِدَةِ السّوداءِ إثباتْ وأنْ يُطلَقَ رِزْقُكَ إذا أطْلِقَتِ الأطماعُ والرَّزَقَاتْ. وقَطَعْتَ كُلَّ سَببٍ عَمّا هُوَ أوْلَى بِكَ يُخْرِجُكْ، أوْ إلى المُرَتّبيِنَ في الدِّيوانِ يُحْرِجُكْ فَقَعَدْتَ خِلي البالِ خَالِيَ الذَّرْعْ. لا فِكْرَ لَكَ في زَرْعِ ولا ضَرْعْ لا يُعْرَفُ شِقْصُكَ في الطّسَاسِيجْ. وَلا خَرَاجُكَ في العريضة وَالتأْريِجْ وَلا يَمُرُّ ذِكْرُكَ في القَانُونِ والأوَارجْ وَلا في الدُّسْتُورِ وَالرُّوزْنامَجْ. وَلا تَهْتَمُّ بالمُنْكَسِرِ وَالرائِجْ، وَالْكُرِّ المُعَدّلِ والفالِجْ، وَالحِسابِ والحُسّابْ وَالْقَصَبِ وَالبابْ، وَالحَشْرِيِّ وَالأخْلابْ، وَالمُثلّثِ وَالمُرَبّعْ، وَالقُبْضَةِ والإصْبَعْ، وَالْقَفَيزِ وَالأشْلْ، وَالتحويِلِ وَالنّقْلْ، وَالتّسوِيغِ والمُوَافَقَةْ، وَالتوْظيِفِ وَالمُوَاصَفَةْ، وَالتّلْميظِ وَالسّلَفْ، والسّاقِطِ وَالمُتْلَفْ، والتّكْسيرِ والخَتْمَهْ، وَضيَاعِ الحَوْزِ والطعْمَهْ، وَالرَّقْمِ وَالتّرْقينْ، وَالحَاصِلِ والتّخْمينْ، وَآثَرْتَ مُنَاقَلَةَ الأئّمةْ، على مُنَاقَرَةِ الأزِمّةْ، وَأعْفَيْتَ سَمْعَكَ عَنِ استماعِ الجِبَايَةِ وَالخَرَاجْ، والتسْبِيبِ والاستخراجْ، والتّحريِرِ والإزَارْ، وَالمُؤامَرةِ والاستقرارْ، وَالعِبْرَةِ والإيغارْ، والثَبْتِ وَالأسْكُرارْ. صَكّ اللّهُ مَنْ يَرْقُمُ فيِ الصَّكْ. وَلا انْفَكَّ منَ الخزْي مَنْ يَصْدُرُ في الفَكْ. وَلا وَقَعتِ الرّحْمَةُ على المُوَقّعْ وَلا تَتَابَعَ الخَيْرُ للمُتَتَبِّعْ. وَلا شَكرَ اللّهُ سَعْيَ الشّاكِرِي وَالفرانقْ، وَلا أسْعَدَ أبَا العَيْشِ الغُرَانِقْ، وَطَلا بفَحمةِ الغَسْقْ وُجوهَ أهلِ الطّسْقْ. وَأغلقَ بابَ الرَّحمةِ وَلا فَتَحْ على كلِّ منْ أغلَقَ الخرَاجَ وَافتتحْ، وَلا صفحَ عن المُتصفِّحْ وآثامهْ، ونسخَ عن الناسِخِ ظِلَّ إكرَامهْ. وَلا أنشأ على المُنْشِئ سَحابَ إنعامهْ، وَأشْرَطَ في الهَلَكَةِ نُفُوسَ الشرَطِ وَالجلاوِزَهْ، وضَرَبَهُمْ بالشِّدَّةِ المُتنَاهِيةِ والمُتجاوِزَةْ، وَلا اصْلَحَ اللّهُ الموسومين بالمصالِحْ، فهُمْ من المفَاسِد لا المَصَالِح.ْ
كتاب : المقامات
المؤلف : أبو القاسمِ محمودُ بنُ عُمَرَ الزَّمخشريُّ
منتدى الرسالة الخاتمة - البوابة