من طرف همسات الجمعة مايو 07, 2021 2:33 pm
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة فقه اللغة العربية
خلق الإنسان
الغلصمة والحلقوم والعنق
● [ ثم الغلصمة ] ●
وهي العجرة التي على ملتقى اللهاة والمرئ إذا ازدرد الآكل اللقمة فزلت عن اللحق دخلت فم الغلصمة، والحنجرة رأس الغلصمة حيث ينحدر منه الطعام، قال عقيل بن عبد الله الهجيمي أو غيره:
يقذفن في الاعناق والغلاصم * قذف الجلاميد بكف الراجم
● [ ثم الحلقوم ] ●
وهو موضع النفس، والشعب التي تشعب منه فتفرق في الرئة يقال لها القصب، والرئة يقال لها السحر يقال انتفخ سحره إذا فرق، والمرئ هو مجرى الطعام والشراب، قال ولم أسمع سحر مضموما، قال أبو عبيدة يقال سحر وسحر.
● [ ثم العنق ] ●
ويقال العنق بضمتين، وهو العنق، والجيد، والهادي، والتليل، والرقبة، والكرد يقال اضرب كرده، قال الاصمعي الكردفارسي كأنه من قولهم كردن، قال الشاعر:
واضرب بحد السيف عظم كرده
قال الاصمعي الجيد اسم يقع على طول العنق يقال رجل أجيد وامرأة جيداء، وما أقبل من العنق فهو الحلم، وموصل العنق في الرأس يقال له الفهقة وهي أول فقرة تلي الرأس من العنق قال القلاخ بن حزن:
لا ذنب للبائس إلا في الورق * وتضرب الفهقة حتى تندلق
وفي العنق الدأي وهو فقار العنق والواحد دأية وتجمع الدئي والدئي أيضا، قال الراجز وهو حميد الارقط:
قد عض منها الظلف الدئيا * عض الثقاف الخرص الخطيا
الدأي أيضا ضلوع الصدر ملتقاه وملتقى الجنب، قال أبو ذؤيب:
كأن عليها بالة لطمية * لها من خلال الدأيتين أريج
والأرج توهج ريح طيبة أو شمس أو نار، والقصرة أصل العنق ومغرزها في الكاهل، وفيه النخاع وهو الخيط الابيض الذي يجري في الفقار حتى يسقي الدماغ، ويقال للدابة والانسان إذا قطع ذلك منه قد نخع، وفي العنق الاخدعان وهما عرقان في موضع الحجامة وربما اعتراه الوجع عند الكبر، ويقال للرجل إذا امتنع وأبى إنه لشديد الاخدع، وإذا لان واسترخى قيل قد لان أخدعه، قال الشاعر وهو رؤبة بن العجاج:
ضرج من أعطافها النوابعا * في هاجرات تحلب الاخادعا
وفيه الوريدان وهما عرقان، قال سويد بن خذاق:
صغي وابن أمي والمواسي * إذا ما النفس شارفت الوريدا
وفيه الودجان وهما العرقان اللذان يقطعهما الذابح والواحد ودج، ويقال فلان ودج لفلان إلى حاجته أي هو سبيله وسببه إليها، قال الشاعر وهو رؤبة بن العجاج:
ودملجي حسن الدملاج * مجدول عنقي وبدت أوداجي
وقال آخر وهو أبو ذؤيب الهذلي:
إذا فضت خواتمها وفكت * يقال لها دم الودج الذبيح
وفيه الصليفان وهما ناحيتاه من عن يمين وشمال، قال بعض الرجاز:
وفي صليفي عنق لأم الفقر
واللديدان والواحد لديد وهما أيضا صفحتا العنق، والعرشان وهما موضع محجمتي الاخدعين يقال الرجل إذا ضمر ذلك الموضع منه إنه لمنقوف العرشين، وفيه الليتان وهما ما تحت القرط من العنق. قال قيس بن مسعود الشيباني:
ليست من الصهب القصاص ولا * مشروطة اللـيتين بالحجم
والسالفتان صفحتا مقدم العنق من عن يمين وشمال، قال أوس بن حجر:
ظعائن ما يضحكن إلا تبسما * وميض غمام الصيف غر السوالف
وقال آخر وهو امرؤ القيس:
وسالفة كسحوق الليا * ن أضرم فيها الغوي السعر
وقال آخر وهو العجاج:
يفرع أحيانا وحينا يخـتلي * سوالف الاعداء هذ العنصل
والطلية والجمع الطلى وهي عرض ما أسفل من الخششاء، قال ذو الرمة:
أضله راعـيا كلبية صدرا * عن مطلب وطلى الاعناق تضطرب
وفيه العلباوان وهما العصبتان الصفراوان اللتان في متن العنق تأخذان من أصل القفا إلى الكاهل بينهما أخدود، ويقال للشيخ إذا أسن قد انشنج علباؤه، وجماعه العلابي وواحدها مصروف ذكر بوجوه النحو يقال رأيت علباء حسنا ومررت بعلباء حسن وهذا علباء حسن فإذا قلت علباوان صار يجري مجرى الاناث كما تقول حمراوان وصفراوان، قال ذو الرمة:
أشكو وقد عض الملاحيج الازم * قبح يخدشن العلابي الكلم
كلمت الشئ أثرت فيه، قال آخر:
شديدة توتير العلابي كأنما * يشد بليتيها مناص مجاهد
وقال الشماخ:
منه ولدت ولم يؤشب به نسي * ليا كما عصب العلباء بالعود
يقال أشب يأشب إذا لصق بالشئ واختلط به، ليا عطفا، ويروى منه نجلت أي ولدت، وفي العنق الجيد والوقص والصعر والهنع والغلب والرقب والتلع، فأما الجيد فهو طول الجيد والجيد اسم يقع على طول العنق، قال الشاعر:
حوراءُ جيداء يستضاء بها * كأنها خوط بانةٍ قصف
والهادي مثل الجيد، يقال رجال ونساء جيد ويقال للظبية جيداء، ومن ذلك قول الشاعر:
إلى أن يشق الليل وردٌ كأنه * وراء الدجى هادي اغر جواد
يعني فرسا، وقال آخر:
يفرقن من قحر إذا تحنقا * من ذي شناخيب وهادٍ أشنقا
وأما الوقص فهو قصره ودنو الرأس من الصدر يقال رجل أوقص وأمرأة وقصاء بينة الوقص، قال الشاعر:
وكل ناء وقريب يبهله * أو قص يخزي الأقربين عطله
يبهله يلعنه يقال بهله الله أي لعنه الله، وأما الصعر فميله في أحد الشقين ويكون في الوجه أيضا يقال للرجل إذا تمايل من عنقه إنه يتصعر لي، ومثل من الامثال أمثال أما والله لأقيمن صعرك أي لأقيمن لك ميلك، قال الحطيئة:
أم من لخصمٍ مضجعين قسيهم * صعر خدودهم عظام المفخر
وأما القصر فداء يأخذه لا يستطيع أن يلتفت منه يقال قصر يقصر قصراًً، قال أبو النجم:
كلى الفريقين الملمات اشتهر * والهندوانيات يخطفن القصر
وقال امرؤ القيس:
وأبيض كالمخراق بليت حدَّهُ * وهبته في الساق والقصرات
والرقب عظم الرقبة يقال إنه لأرقب وإنها لرقاء بينة الرقب، والغلب غلظ العنق، والدرواس الغليظ العنق من الناس والكلاب، والتلع إشراف العنق يقال رجل أتلع وامرأة تلعاء، والبتع شدة العنق، قال الشاعر:
كُلُّ علاةٍ بتعٍ تليلها
وكذلك العنق إذا طال العنق وغلظ يقال رجل أعنق وامرأة عنقاء، قال الشاعر:
ألقين مني أسطواناً أعنقا * يعدل هدلاء بشدقٍ أشدقا
أسطوانا يريد من السطوة، الهدلاء المائلة الشدق، يصف داهية، وقال آخر:
كأنه حول التليل الأعنق * كرم تدلى في ندى لم يورق
وإذا غلظ العنق حتى كأن فيه ميلا فذلك الغلب يقال رجل أغلب وامرأة غلباء ولا أدري لعل الغلب غلظ وحده، قال العجاج:
ما زلت يوم البين ألوي صلبي * والرأس حتى صرت مثل الأغلب
والهنع تطامن في العنق يقال رجل أهنع وامرأة هنعاء، ويقال للضخم العنق الطويله إنه لأقمد وإنها لقمداء وإنه لقمد وإنها لقمدة، والقود طول العنق وانحداره لا يكون منتصباً يقال رجل أقود وامرأة قوداء، قال حاتم:
وإن الكريم من تلفت حوله * وإن اللئيم دائم الطرف أقودُ
وفيه المريء وهو متصل من الحنجرة إلى المعدة وهو مجرى الطعام والشراب، قال الشاعر:
والماء في مريئها إذا اتصل * جارٍ كثعبان الأتي المنسحل
المنسحل الجاري، وفي العنق القدر وهو قصر يقال رجل أقدر وامرأة قدراء، قال الشاعر:
مُبيناً وقد أمسى تقدم وردهـا * أقيدرُ محموزُ القِطاعِ نَذيلُ
نذيلُ يُريدُ نذل الهيئة رثها، يريد صائداً، ونقرة القفا الوهدة المطمئنة في رأس العلباوين أسفل من الفأس، وكل قطعةٍ صلبةٍ بين العصبة والسلعة يركبها الشحم فهي غددة تكون في العنق وسائر الجسد، وموصل العنق من الصلب يقال له الكاهل، وهو الكتد، قال الشاعر:
أعطاكم المعطى السنام الأسنما * وكلاها في شرخ عبرٍ أدرما
والشرخ حرف الشيء الناتئ يقال شرخا الرحل وهما خشبتاه من قدام ومن خلف، وشرخا السهم حرفاه اللذان يجري بينهما الوتر، وقال آخر في الكتد:
ترى له مناكباً وكتدا * وعرض جنين وصلباً صيهدا
والطبق من العنق والصلب الفقار وكل واحدةٍ طبقة، قال رؤبة:
يشقى به صفح الفريص والأفـق * ومتن ملساء الوتين في الطبق
وقال العجاج:
ينشطهن في كلى الخصور * طوراً وطوراً طبق الظهور
وقال آخر:
نواشِـرُ أطباق أعناقها * وضمرها قافلاتٌ قُفُولا
كتاب خلق الإنسان
تأليف الأصمعي
منتدى نافذة ثقافية - البوابة