منتدى همسات الحموات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الفصل الثالث من الباب الأول

    avatar
    همسات
    Admin


    المساهمات : 1997
    تاريخ التسجيل : 18/02/2015

    الفصل الثالث من الباب الأول Empty الفصل الثالث من الباب الأول

    مُساهمة من طرف همسات الخميس أبريل 29, 2021 1:15 pm

    الفصل الثالث من الباب الأول Akeda_10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة العقيدة
    أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
    الفصل الثالث من الباب الأول
    الفصل الثالث من الباب الأول 1410
    ● [ الفصل الثالث ] ●
    توحيد الأسماء والصفات

    يشتمل الفصل الثالث على تمهيد وثلاثة مباحث :
    التمهيد : الإيمان بالأسماء والصفات وأثر ذلك على المسلم.
    المبحث الأول : تعريفه وأدلته .
    أولا : تعريفه .
    ثانيا : المنهج الحق في إثباته .
    ثالثا : أدلة هذا المنهج .
    المبحث الثاني : أمثلة تطبيقية لإثبات الأسماء والصفات في ضوء الكتاب والسنة.
    المبحث الثالث : قواعد في باب الأسماء والصفات .
    ● [ التمهيد ] ●
    الإيمان بالأسماء والصفات
    وأثر ذلك في سلوك المسلم

    إن للإيمان بأسماء الله وصفاته آثارا عظيمة في نفس المسلم وتحقيقه لعبادة ربه . فمن آثارها تلك المعاني التي يجدها العبد في عبوديته القلبية التي تثمر التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه ، وحفظ جوارحه ، وخطرات قلبه ، وضبط هواجسه حتى لا يفكر إلا فيما يرضي الله تعالى ، ويحب لله وفي الله ، به يسمع ، وبه يبصر ، ومع ذلك هو واسع الرجاء وحسن الظن بربه .
    هذه المعاني وغيرها مما يتعلق بالإيمان بمعاني الأسماء والصفات تثمر العبودية الظاهرة والباطنة على تفاوت بين شخص وآخر وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
    فلاسمه "الغفار" أثره العظيم في محبته وعدم اليأس من رحمته ولاسمه " شديد العقاب " أثره الكبير في خشيته وعدم الجرأة على محارمه . وهكذا لأسمائه الأخرى وصفاته آثارها بحسب دلالاتها المتنوعة في نفس المسلم واستقامته على شرع الله بل وتحقيق محبته في القلوب التي هي أساس سعادة المسلم في الدنيا والآخرة ، ومفتاح كل خير وأعظم عون للعبد على عبادته لربه على أكمل الوجوه إذ الأعمال الظاهرة تخف وتثقل على النفس بحسب المحبة القلبية لله تعالى .
    فإكمال العمل وتحسينه على ما أراد الله منوط بالمحبة القلبية لله . والمحبة منوطة بمعرفة الله بأسمائه وصفاته . ولهذا كان أعظم الناس عبادة لله رسل الله الذين هم أعظم الناس محبة له وأعرفهم به .
    ● [ المبحث الأول ] ●
    تعريف توحيد الأسماء والصفات وأدلته
    أولا : تعريفه

    توحيد الأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبت الله لنفسه ، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفى الله عن نفسه ، ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات والإقرار لله تعالى بمعانيها الصحيحة ودلالاتها واستشعار آثارها ومقتضياتها في الخلق.
    ثانيًا : المنهج في إثباته

    يقوم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات على الإيمان الكامل والتصديق الجازم بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
    والتحريف : هو التغيير وإمالة الشيء عن وجهه . وهو قسمان :
    1 - تحريف لفظي . وذلك بالزيادة في الكلمة أو النقص أو تغيير حركة في الكلمة كتحريف كلمة استوى في قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (طه : 5) إلى استولى . قال صاحب النونية :
    نون اليهود ولام جهمي هما ... في وحي رب العرش زائدتان
    2 - تحريف معنوي . وذلك بتفسير اللفظ على غير مراد الله ورسوله منه كمن فسر " اليد " لله تعالى بالقوة أو النعمة . فإن هذا تفسير باطل لا يدل عليه الشرع ولا اللغة .
    والتعطيل : هو نفي صفات الله تعالى كمن زعم أن الله تعالى لا يتصف بصفة .
    والفرق بين التحريف والتعطيل هو أن التحريف نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح أما التعطيل فهو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر .
    والتكييف : تعيين كيفية الصفة والهيئة التي تكون عليها كفعل بعض المنحرفين في هذا الباب الذين يكيفون صفات الله فيقولون كيفية يده : كذا وكذا ، وكيفية استوائه على هيئة كذا وكذا . فإن هذا باطل إذ لا يعلم كيفية صفات الله إلا هو وحده وأما المخلوقون فإنهم يجهلون ذلك ويعجزون عن إدراكه .
    والتمثيل : هو التشبيه كمن يقول لله سمع كسمعنا ووجه كوجوهنا تعالى الله عن ذلك.
    وينتظم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات في ثلاثة أصول من حققها سلم من الانحراف في هذا الباب . وهي :
    الأصل الأول : تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين .
    الأصل الثاني : الإيمان . بما سمى ووصف الله به نفسه وبما سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته .
    الأصل الثالث : قطع الطمع عن إدراك حقيقة كيفية صفات الله تعالى لأن إدراك المخلوق لذلك مستحيل .
    فمن حقق هذه الأصول الثلاثة فقد حقق الإيمان الواجب في باب الأسماء والصفات على ما قرره الأئمة المحققون في هذا الباب.
    ثالثًا : أدلة هذا المنهج

    دلت الأدلة من كتاب الله تعالى على تقرير هذا المنهج .
    فمن الأدلة على الأصل الأول : وهو تنزيه الرب عز وجل عن مشابهة المخلوقين ، قول الله تبارك وتعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الشورى : 11) . ومقتضى الآية نفي المماثلة بين الخالق والمخلوق من كل وجه مع إثبات السمع والبصر لله عز وجل وفي هذا إشارة إلى أن ما يثبت لله من السمع والبصر ليس كما يثبت للمخلوقين من هاتين الصفتين مع كثرة من يتصف بهما من المخلوقين . وما يقال في السمع والبصر يقال في غيرهما من الصفات . واقرأ قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } . أورد ابن كثير في تفسير الآية ما رواه البخاري في التوحيد (13 / 372) والإمام أحمد في المسند (6 / 46) عن عائشة رضي الله عنها قالت : " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع فأنزل الله عز وجل { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا } . . . . إلى آخر الآية " . (1).
    ومن الأدلة أيضًا قول الله تعالى : { فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ } (النحل : 74) . قال الطبري في تفسير الآية : " فلا تمثلوا لله الأمثال ولا تشبهوا له الأشباه فإنه لا مثل له ولا شبه " (2).
    وقال تعالى : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } (مريمَ : 65) قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها : " هل تعلم للرب مثلًا أو شبيهًا " .
    ومن الأدلة لهذا الأصل : قول الله تبارك وتعالى : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (الإخلاص : 4) قال الطبري : " ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء ".
    ومن الأدلة على الأصل الثاني : وهو الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ، قول الله عز وجل : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (البقرة : 255) . وقوله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (الحديد : 3) . وقوله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الحشر : 22- 24) .
    ومن السنة حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : « اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها . اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدَّيْن وأغْنِنا من الفقر » (3). والنصوص في تقرير هذا الباب كثيرة تجل عن الحصر .
    وأما الأصل الثالث وهو قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى فقد دل عليه قول الله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } (طه : 110) . قال بعض أهل العلم في معنى الآية : " لا إحاطة للعلم البشري برب السماوات والأرض فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها ".
    ومن الأدلة لهذا الأصل أيضًا قول الله تعالى : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ } (الأنعام : 103) قال بعض العلماء في معرض حديثه عن الآية : " وهذا يدل على كمال عظمته وأنه أكبر من كل شيء ، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به فإن الإدراك وهو الإحاطة بالشيء قدر زائد على الرؤية فالرب يرى في الآخرة ولا يدرك كما يعلم ولا يحاط بعلمه " . وينبغي للعاقل أن يعلم أن للعقل حدا يصل إليه ولا يتعداه كما أن للسمع والبصر حدا ينتهيان إليه ، فمن تكلف ما لا يمكن أن يدرك بالعقل كالتفكر في كيفية صفات الله ، فهو كالذي يتكلف أن يبصر ما وراء الجدار أو يسمع الأصوات في الأماكن البعيدة جدا عنه .
    _________
    (1) ابن كثير (8 / 60) .
    (2) الطبري (7 / 621) .
    (3) صحيح مسلم برقم (2713) .
    ● [ المبحث الثاني ] ●
    أمثلة تطبيقية لإثبات الأسماء والصفات
    في ضوء الكتاب والسنة

    دل الكتاب والسنة على إثبات الأسماء والصفات للرب عز وجل في مواطن كثيرة من أوجه متعددة وفي سياقات متنوعة .
    والأسماء والصفات الثابتة بالكتاب والسنة كثيرة جدًّا دونت فيها الكتب والمصنفات وعد أهل العلم الكثير منها . ونذكر هنا طائفة منها على سبيل التمثيل لا الحصر.
    [ فمن أسماء الله تعالى ]
    الحي والقيوم

    وقد دل على هذين الاسمين الكتاب والسنة . فمن الكتاب قول الله تعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (البقرة : 255) . ومن السنة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد وتشهد ودعا فقال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لقد دعا باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى » (1).
    _________
    (1) رواه الحاكم برقم (1856) وقال : صحيح على شرط مسلم ووفقه الذهبي .
    الحميد

    وقد دل عليه قول الله عز وجل : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (البقرة : 267) . ومن السنة حديث كعب بن عُجْرَة في التشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم أن يقولوا : « اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد » . . . ) (1).
    _________
    (1) صحيح البخاري برقم (3370) ، ومسلم برقم (406) .
    الرحمن والرحيم

    وقد دل عليهما قول الله تعالى : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } (الفاتحة : 2 ، 3) .
    ومن السنة أمر النبي صلى الله عليه وسلم كاتبه يوم الحديبية عند كتابة الصلح بينه وبين المشركين أن يكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) (2).
    _________
    (2) صحيح البخاري برقم (2731) .
    الحليم

    ودليله من القرآن قوله تعالى : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } (فاطر : 41) . ومن السنة حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : « لا إله إلا الله العظيم الحليم » . . ) الحديث . (3).
    _________
    (3) رواه البخاري برقم (6345) ، ومسلم برقم (2730) .
    [ ومن صفات الله ]
    القدرة

    وهي صفة ذاتية لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة . ومعنى ذاتية : أي ملازمة لذات الله لا تنفك عنه سبحانه . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة : 20) . ومن السنة حديث عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : بسم الله ثلاثًا وقل ، سبع مرات : (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر » (1).
    _________
    (1) رواه مسلم برقم (2202) .
    الحياة

    وهي من صفات الله الذاتية . وهي مشتقة من اسمه الحي وقد تقدم ذكر الأدلة عليها.
    العلم

    صفة ذاتية لله تعالى وثبوتها بالكتاب والسنة . قال تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ } (البقرة : 255) . ومن السنة حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم أن يقولوا في الاستخارة : « اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك » . . . ) (2).
    _________
    (2) رواه البخاري برقم (6382) .
    الإرادة

    وهي صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة . والصفات الفعلية هي المتعلقَة بمشيئة الله وقدرته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها . قال تعالى : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } (الأنعام : 125) . ومن السنة حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إذا أراد الله بقوم عذابًا ، أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم » (1).
    _________
    (1) رواه مسلم برقم (9287) .
    العلو

    وهو صفة ذاتية ثابتة بالكتاب والسنة . قال تعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } (الأعلى : 1) . وقال تعالى : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } (النحل : 50) . ومن السنة حديث أبي هريرة المتقدم في المبحث الأول في الذكر عند النوم وفيه : ( . . . « اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء » . . . ) (2).
    _________
    (2) رواه مسلم برقم (2713) .
    الاستواء

    وهو صفة فعلية لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة . قال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (طه : 5) . وعن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه » (1) . ومعنى الاستواء في لغة العرب : العلو والارتفاع ، والاستقرار والصعود واستواء الله تعالى على عرشه استواء يليق بجلاله.
    _________
    (1) رواه الذهبي في العلو برقم (119) وقال : رواته ثقات ، رواه الخلال في كتاب السنة.
    الكلام

    وهو صفة ذاتية باعتبار النوع وصفة فعلية باعتبار أفراد الكلام فهو سبحانه يتكلم متى شاء وكيف شاء بكلام مسموع ، وقد دل على صفة الكلام الأدلة من الكتاب والسنة . قال تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } (النساء : 164) ، { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ } (الأعراف : 143) .
    ومن السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « احتج آدم وموسى فقال له موسى : يا آدم أنت أبونا خيَّبتنا وأخرجتنا من الجنة . قال له آدم : يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده » . . . ) الحديث . (2).
    _________
    (2) رواه البخاري برقم (6614) ، ومسلم برقم (2652) .
    الوجه

    وهو صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة . قال تعالى : { وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ } (البقرة : 272) . وقوله : { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (الرحمن : 27) ، ومن السنة حديث جابر بن عبد الله قال : (لما نزلت : هذه الآية { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ } قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أعوذ بوجهك » . فقال : { أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أعوذ بوجهك » . قال { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا } (الأنعام : 65) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « هذا أيسر » (1).
    _________
    (1) رواه البخاري برقم (7406) .
    اليدان

    وهي صفة ذاتية خبرية لله عز وجل وثبوتها بالكتاب والسنة . قال تعالى : { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } (المائدة : 64) . وقوله تعالى : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } (ص : 75) . ومن السنة حديث أبي موسى الأشعري الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها » (1).
    _________
    (1) رواه مسلم برقم (2759) .
    العينان

    وهي صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة . فمن الكتاب قول الله تعالى : { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } (طه : 39) . وقوله تعالى : { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } (هود : 37) . ومن السنة حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله لا يَخْفى عليكم إن اللهّ ليس بأعور وأشار بيده إلى عينيه ، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأنّ عينه عنبة طافية » (2).
    _________
    (2) رواه البخاري برقم (7407) ، ومسلم برقم (2933) .
    القدم

    وهي صفة ذاتية ثابتة للرب عز وجل بالأحاديث الصحيحة . ومن ذلك حديث أبي هريرة في تحاجج الجنة والنار وفيه : ( . . . « فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله ، تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض » . . . ) (1) . وفي بعض الروايات في الصحيحين « فيضع قدمه عليها » . . . ) (2).
    وأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة كثيرة لا تحصى وإنما هذه أمثلة ويجب على المسلم إثباتها لله تبارك وتعالى على ما يليق بجلاله وكماله ، كما أثبتها الله لنفسه في كتابه ، وهو أعلم بنفسه من خلقه ، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وهو أعلم الخلق بربه وأكملهم نصحًا وأفصحهم وأبلغهم بيانًا وأتقاهم وأخشاهم له ، وليحذر من تعطيل الله من صفاته أو تشبيهها بصفات المخلوقين لأن الله { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الشورى : 11).
    _________
    (1) رواه البخاري برقم (4850) ومسلم برقم (2846) .
    (2) رواه البخاري برقم (4848 ، 4849) ومسلم برقم (2848).
    ● [ المبحث الثالث ] ●
    قواعد في باب الأسماء والصفات
    [ القاعدة الأولى ]
    القول في الصفات كالقول في الذات

    وبيانها : أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا صفاته ، ولا أفعاله . فإذا كان لله ذات حقيقية لا تماثل الذوات بلا خلاف فكذلك الصفات الثابتة له في الكتاب والسنة ، هي صفات حقيقية لا تماثل سائر الصفات فالقول في الذات والصفات من باب واحد .
    وهذه قاعدة عظيمة يناقش بها من ينكر الصفات مع إثباته الذات فإن إثبات الذات للرب عز وجل محل إجماع الأمة .
    فإذا قال قائل : لا أثبت الصفات لأن في إثباتها تشبيهًا لله بخلقه .
    يقال له : أنت تثبت لله ذاتًا حقيقية وتثبت للمخلوقين ذواتًا أفليس هذا تشبيهًا على قولك !! فإن قال : إنما أثبت ذاتًا لله لا تشبه الذوات ولا يسعه غير هذا . قيل له يلزمك هذا في باب الصفات فإن كانت الذات لا تشبه الذوات وهو حق فكذلك صفات الذات الإلهية لا تشبه الصفات . فإن قال : كيف أثبت صفة لا أعلم كيفيتها . قلنا : له كما تثبت ذاتًا لا تعلم كيفيتها.
    [ القاعدة الثانية ]
    القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر

    وشرحها : أن القول في بعض صفات الله من حيث الإثبات والنفي كالقول في البعض الآخر وهذه القاعدة يخاطب بها من يثبت بعض الصفات وينكر البعض الآخر . فإذا كان الرجل يثبت بعض الصفات كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها ويجعل ذلك كله حقيقة ثم ينازع في صفة المحبة والرضا والغضب وغيرها ، ويجعل ذلك مجازًا فيقال له : لا فرق بين ما أثبته وبين ما نفيته فالقول في أحدهما كالقول في الآخر . فإن كنت تثبت له حياة وعلمًا وقدرة وسمعًا وبصرًا لا تشبه ما يثبت للمخلوقين الذين يتصفون بهذه الصفات فكذلك يلزمك أن تثبت له محبة ورضًا وغضبًا كما أخبر هو عن نفسه من غير مشابهة للمخلوقين وإلا وقعت في التناقض.
    [ القاعدة الثالثة ]
    الأسماء والصفات توقيفية

    أسماء الله وصفاته توقيفية لا مجال للعقل فيها وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله تعالى من الأسماء والصفات فوجب الوقوف على النص . قال تعالى : { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } (الإسراء : 36) . وقد كان أئمة الإسلام على هذا المنهج . قال الإمام أحمد رحمه الله : (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث) . وقرر بعض أهل العلم أن العلم بالشيء حتى يُمكن وصفه له ثلاثة طرق : إما رؤيتَه ، أو رؤية مثيله ، أو وصفه ممن يعرفه . وعِلْمُنَا بِرَبِّنا وأسمائه وصفاته محصور في الطريق الثالث وهو وصفه ممن يعرفه وليس أحد أعلم بالله من الله ثم رسله الذين أوحى إليهم وعلمهم فوجب لزوم طريق الوحي في أسماء الله وصفاته إذ لم نر ربنا في الدنيا فنصفه وليس له مثيل من خلقه فيوصف بوصفه ، تعالى ربنا وتقدس.
    [ القاعدة الرابعة ]
    أسماء الله كلها حسنى

    أسماء الله كلها حسنى أي بالغة في الحسن غايته . قال تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } (الأعراف : 180) وذلك لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول وهو الله عز وجل ولأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالا ولا تقديرًا .
    مثال ذلك : (الحي) اسم من أسماء الله تعالى متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال . الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها . ومثال آخر : (العليم) اسم من أسماء الله تعالى متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان . قال تعالى { عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى } (طه : 52) العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال خلقه . كما قال تعالى : { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } (غافر : 19) .
    والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراد ، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الاسم إلى آخر كمال فوق كمال.
    مثال ذلك : (العزيز الحكيم) فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرًا فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه وهو العزة في العزيز والحكم والحكمة في الحكيم . والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن العزة لله تعالى مقرونة بالحكمة فعزته لا تقتضي ظلمًا وجورًا كما يكون من بعض أعزاء المخلوقين فإن بعضهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ، وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل . هذا والله أعلم .
    وفي ختام هذا الباب نشير إلى جملة من الفوائد والثمرات التي يجنيها المسلم بتحقيقه لهذا الأصل العظيم وهو الإيمان بالله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته . فمن ذلك :
    1 - أن العبد ينال بذلك سعادة الدنيا والآخرة ، بل إن السعادة في الدارين متوقف الحصول عليها على الإيمان بالله ، فحظ العبد منها بحسب حظه من إيمانه بربه وأسمائه وصفاته وألوهيته .
    2 - أن إيمان العبد بربه وأسمائه وصفاته هو أعظم أسباب خوفه سبحانه وخشيته وتحقيق طاعته ، فكلما كان العبد بربه أعرف كان إليه أقرب ، ومنه أخشى ، ولعبادته أطلب ، وعن معصته ومخالفته أبعد.
    3 - أن العبد ينال بذلك طمأنينة قلبه ، وراحة نفسه ، وأنس خاطره ، والأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة . والله تعالى يقول { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } (الرعد : 28) .
    4 - أنَّ نيل ثواب الآخرة متوقف على الإيمان بالله وصحته ، فبتحقيقه وتحقيق لوازمه ينال العبد ثواب الآخرة فيدخل جنة عرضها السماء والأرض فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وينجو من النار وعذابها الشديد ، وأعظم من ذلك كله أن يفوز برضى الرب سبحانه فلا يسخط عليه أبدًا ، ويتلذذ يوم القيامة بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .
    5 - أن الإيمان بالله هو الذي يصحح الأعمال ويجعلها مقبولة ، فبفقده لا تقبل بل ترد على صاحبها وإن كثرت وتنوعت ، قال تعالى { وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (المائدة : 5) . وقال تعالى { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } (الإسراء : 19).
    6 - أن الإيمان الصحيح بالله يحمل صاحبه على التزام الحق واتباعه علمًا وعملًا ، ويكسب العبد الاستعداد التام لتلقي المواعظ النافعة والعبر المؤثرة ، ويوجب سلامة الفطرة ، وحسن القصد ، والمبادرة إلى الخيرات ، ومجانبة المحرمات والمنكرات ، ولزوم الأخلاق الحميدة ، والخصال الكريمة ، والآداب النافعة.
    7 - أنَّ الإيمان بالله ملجأ المؤمنين في كل ما يلم لهم من شرور وحزن وأمن وخوف وطاعة ومعصية وغير ذلك من الأمور التي لا بد لكل أحد منها ، فعند المحاب والسرور يلجؤون إلى الإيمان بالله فيحمدون الله ويثنون عليه ويستعملون نعمته فيما يحب ، وعند المكاره والأحزان يلجؤون إلى الإيمان بالله فيتسلون بإيمانهم وما يترتب عليه من الأجر والثواب ، وعند المخاوف والأحزان يلجؤون إلى الإيمان بالله فتطمئن قلوبهم ويزداد إيمانهم وتعظم ثقتهم بربهم ، وعند الطاعات والتوفيق للأعمال الصالحات يلجؤون إلى الإيمان بالله فيعترفون بنعمته عليهم ، ويحرصون على تكميلها ، ويسألونه الثبات عليها والتوفيق لقبولها ، وعند الوقوع في شيء من المعاصي يلجؤون إلى الإيمان بالله فيبادرون إلى التوبة منها والتخلص من شرورها وأوضارها ، فالمؤمنون في جميع تقلباتهم وتصرفاتهم ملجؤهم إلى الإيمان بالله وحده.
    8 - أن معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته توجب محبة الله في القلوب إذ أن أسماء الله وصفاته كاملة من كل وجه والنفوس قد جبلت على حب الكمال والفضل فإذا تحققت محبة الله في القلوب انقادت الجوارح بالأعمال وتحققت الحكمة التي خلق العبد من أجلها وهي عبادة الله .
    9 - أن العلم بالأسماء والصفات يورث قوة اليقين بانفراد الله تعالى بتصريف شؤون الخلق وانفراده بذلك لا شريك له وهذا مما يحقق صدق التوكل على الله في جلب المصالح الدينية والدنيوية وفي ذلك فلاح العبد ونجاحه فمن توكل على الله فهو حسبه.
    10 - إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم ، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقا له تعالى أو أمرا ، وهي إما علم بما كونه ، وإما علم بما شرعه ، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه . فمن أحصى أسماء الله كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم.

    الفصل الثالث من الباب الأول Fasel10

    كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
    المؤلف : نخبة من العلماء
    منتدى توتة و حدوتة ـ البوابة
    الفصل الثالث من الباب الأول E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 8:07 pm